على مدى أربعة ايام ومن الفترة الممتدة بين 21 و24 من الشهر الجاري عقدت بمقر معهد ابن سينا للعلوم الانسانية بمدينة ليل الفرنسية ، دوة تكوينية لفائدة المدرسين غير النظاميين بالجمعيات العاملة في مجال تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية بشمال فرنسا ،وقد نظمت هذه الدورة في اطار شراكة بين الوزارة  المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني وقنصلية المملكة المغربية بمدينة ليل ومعهد ابن سينا للعلوم الانسانية .

وقد افتتح هذه الدورة التي عرفت مشاركة 40 مدرس غير نظامي عاملين في جمعيات متعددة بشمال فرنسا ، السيد صالح الرامي القنصل العام للمملكة المغربية بمدينة ليل ،الذي ذكر المشاركين بأن تعليم اللغة العربية وتعلمها كان على الدوام مطلبا للجالية المغربية  وأن هذه الدورة التكوينية ستمكن المدرسين غير النظاميين الذين يشتغلون في اطار جمعياتهم بشكل تطوعي وباعتماد على مواردهم الذاتية من التوفر على مهارات بيداغوجية تسهل مهمتهم التعليمية ،وقد خضع هؤلاء لبرنامج تدريبي مكون من شقين نظري يتعلق بواقع تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها بأوربا وما يعرفه من اشكاليات متعلقة بغياب منهاج موحد للتدريس ووجود معيقات مادية وبشرية ،وشق تطبيقي تمثل في اشتغال المتدربين في اطار ورشات بيداغوجية أشرف عليها مدربون مهنيون من وزارة التربية الوطنية ومعهد ابن سينا،عمل الورشات كان الهدف منه التدرب على وضع منهاج تعليمي يراعى فيه الجانب البيداغوجي وتوظف فيه مهارات تربوية تأخذ بعين الاعتبار حاجيات المتعلمين ومحيطهم الاجتماعي .

هذا وقد اختتمت هذه الدورة بحصول المتدربين من المدرسين غير النظاميين على شهادات تأهيلية لتعليم اللغة العربية وحقيبة بيداغوجية مكونة من أشرطة تعليمية تساعد المدرسين على وضع منهاجهم الدراسي  في توافق مع الاطار المرجعي الاوربي المشترك لتعلم اللغة العربية،كما سلمت للمشاركين اجهزة حاسوب .

يشار الى أن معهد ابن سينا للعلوم الانسانية من خلال عميده الدكتور محمد البشاري مهتم بإشكالية تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها أو للناطقين بغيرها ،حيث سبق له ان نظم ملتقيات عالمية حول تدريس اللغة العربية في اطار المرجع الاوربي المشترك لتعلم اللغات ، ووصل عدد الملتقيات الى سبعة حضرها باحثون ومختصون من دول الاتحاد الاوربي ودول عربية وتركيا وداغستان ،وفي كل مرة تمت مناقشة واقع تعليم اللغة العربية بأوربا يتم التأكيد على وجود أزمة عميقة فيما يخص تعليم اللغة العربية في اوروبا حيث لم يحظ هذا المجال بما يكفي من الدراسات الشاملة و الموضوعية ،كما أن كثرة المتدخلين فتحت المجال أمام الجمعيات و المساجد لملئ الفراغ و القيام بإعطاء دروس في اللغة العربية من طرف اساتذة لا يخضعون للتكوين و يفتقرون الى مؤهلات اكاديمية و لا يتقنون لغة بلدان الاستقبال و طرق التدريس المتبعة في المدارس الاوروبية بالإضافة الى الاعتماد  على مقررات مستوردة لا تراعي الخصوصية اللسانية واللغوية لمختلف الدول الاوربية ،هذا الارتجال ادى الى خلق اجيال غير قادرة على التعبير بلغة عربية سليمة ، بالرغم من وجود اطار مرجعي اوروبي موحد لتعليم اللغة العربية يبقى  المشكل الذي يجب ايجاد حل آني له هو عدم وجود منهاج تعليمي موحد و اعتماد كل جالية على المقررات المستوردة من بلدانها الاصلية