أجد نفسي مضطرا ثانية للعودة إلى موضوع القنصلية العامة المغربية ببرشلونة ، وهذه المرة بمناسبة خروج وزارة الخارجية المغربية عن صمتها والكشف عن مجموعة من الحقائق، تهم تلك “الكمشة” المتربصة بهذه القنصلية ،بعد أن أصيبت بخيبة الأمل، وهي ترى مصالحها الضيقة والانتهازية تتهاوى بفضل السياسة الإصلاحية التي قادها السيد القنصل العام للمملكة المغربية هناك السيد فارس ياسر.
 
وشخصيا وخلال مناقشات ومحادثات مع مجموعة من الأصدقاء والفاعلين والمهتمين ، لمست ارتياحا عميقا وإشادة قوية بالخطوة الجريئة التي قامت بها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والتي ربما تشكل حدثا وسابقة حبذا لو نهجتها الوزارة مستقبلا واعتمدتها وسيلة وأسلوبا لرفع اللبس والدفاع المشروع عن رجالاتها المخلصين .
 
وزارة الشؤون الخارجية والتعاون لم تتسرع في إصدار توضيحها فيما تتعرض له القنصلية العامة ببرشلونة من تشويش مقصود من طرف أعداء النجاح الذين تعودوا الصيد في الماء العكر ، إلا بعد أن أجرت بحثا دقيقا بشأن كل المغالطات التي يروجها هؤلاء الذين يعرفون لكل شيء،  إلا الدفاع عن مصلحة العامل المهاجر، فهذه بعيدة عنهم بعد ماء زمزم عن فم الكافر…إذن الوزارة بأجهزتها وإمكانياتها ووسائلها الخاصة ، خلصت إلى مجموعة من النتائج بخصوص الحملة الظالمة التي تستهدف القنصلية العامة المغربية ببرشلونة بمجرد الشروع في عمل إصلاحي يشعر معه المواطن المغربي المهاجر بالراحة والسرعة في إنجاز والاهتمام بمشاغله بدون وساطة أي كان ،وهذا – وكما أشار إلى ذلك التوضيح الصادر عن الوزارة – يدخل في إطار الوقوف على الاختلالات والقطع مع بعض الممارسات وتحديث آليات العمل خدمة لأفراد الجالية المغربية بالخارج، وهو ما جسده الميثاق القنصلي الذي تم التوقيع عليه في 31 أكتوبر 2014، برئاسة السيد الوزير، والذي ينص من بين مبادئه على السهر على احترام أخلاقيات وقواعد الشفافية الصارمة و محاربة كل إخلال بالأخلاقيات والسلوك القويم في العمل القنصلي والسهر على منع كل أشكال الوساطة للحصول على الخدمات القنصلية.
 
والسيد فارس ياسر الذي يحق له أن يفتخر بالعمل مع الأستاذ عمر عزيمان مستشار جلالة الملك حينما كان سفيرا للمملكة المغربية بمدريد، الذي تكون معه كثيرا وكان الأستاذ عزيمان يعتمد عليه انطلاقا من الثقة التي كان يضعها فيه دائما باعتباره شابا حيويا وديناميكيا ومفعم بالوطنية الصادقة ومتفانيا في خدمة بلده والدفاع عن مقدساته وثوابته الوطنية ، تصنفه اليوم وزارة الشؤون الخارجية من خلال توضيحها الأخير ، من ضمن الأطر المعروفة بالكفاءة والاستقامة والنزاهة ، فهل يجب أن نحاربه لأنه يتصف بهذه الأخلاق العالية؟
هل سنحاسبه لأنه وضع قطيعة مع منتهزي الفرص والسماسرة والوسطاء الذين كانوا ملتصقين دائما بالقنصلية بحثا عن الضحايا ؟  
 
كان لزاما على كل من يملك ذرة إيمان بهذا الوطن الذي ننتمي إليه ، أن يصفق بحرارة لمثل هذه الإصلاحات وأن يشجع المبادرين إليها، بدل عرقلة مجهوداتهم فقط لأنهم يفكرون في إنعاش جيوبهم على حساب البسطاء من عمالنا المهاجرين المقيمين ببرشلونة.
 
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز “فذالكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال “صدق الله العظيم.
 
فارس ياسر والأطر العاملة بجانبه داخل القنصلية العامة ببرشلونة ، مسلحين بإيمان قوي ويقين بالحق والمشروعية في كل الخطوات التي قاموا ويقومون بها منذ تعيينه على رأس هذه القنصلية …وبالتالي وبعد إنصاف الرجل من طرف وزارته الوصية ، أصبحنا في غنى عن مثل هذه المناوشات وهذه التشويشات التي لن تنال منه أي شيء وهو المعروف بالصمت ، ليس ضعفا منه ، بل لأنه يعلم أن الصمت أبلغ ،وبكثرة الصمت تكون الهيبة…
أما ترى الأسود تخشى(بضم التاء)وهي صامتة ***********والكلب يخشى لعمرى وهو نباح.
محمد الشرادي