بعد أن وجه تنظيم داعش رسالة تهديد عبرالفيديو، الذي أظهرعملية تنفيد القتل في حق الأقباط المصريين، والتي تقول: “اليوم نحن في جنوب روما… وسنفتح روما بإذن الله”.
فحسب تقرير لصحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية الصادرة الأربعاء، عن وثائق ورسائل مكتوبة مسربة لداعش، تكشف على أن “تنظيم الدولة ” يخطط لاستخدام ليبيا كبوابة لشن حرب في كل أنحاء جنوب أوروبا. وتشير الوثائق كذلك، إلى أن التنظيم يخطط لمهاجمة سفن الشحن البحري، التي تعبر البحر المتوسط.
إيطاليا أيقنت الخطر الداهم بمستعمرتها السابقة، فسخرت كل طاقاتها للدفع بالديبلوماسية الدولية من أجل التدخل لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية بموافقة أممية لإعادة الاستقرار.
استجابة لدعوة إيطاليا الى تحرك دولي عاجل لمنع انزلاق ليبيا في الفوضى، عقد مجلس الأمن يوم الأربعاء، جلسة طارئة لبحث سبل مواجهة الإرهاب في ليبيا.
وعقب الإعلان عن وقف إطلاق النار في ليبيا، عبررينزي رئيس الوزراء الإيطالي عن ارتياحه للنتيجة التي أفضى بها الاجتماع الذي عقد أمس بمقرالأمم المتحدة. واقتناعا منه بأنه لولى الضغط المستمر الذي مارسته إيطاليا، لما تبنت مجموعة الخمسة عشر القضية الليبية ضمن جدول أعمالها. “إن اجتماع مجلس الأمن بشأن ليبيا، بغض النظر عن محتوى التصريحات، يعد نجاحا واضحا لإيطاليا. يبدو أخيرا أنهم تفهموا موقفنا، نحن الأن بحاجة إلى اتخاذ خطوة إضافية إلى الأمام”، رئيس الوزراء يهدف الى: “الاستثمار السياسي على أعلى مستوى” في البعثة الدبلوماسية لللأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق “لمكافحة داعش” بين الفصائل الليبية.
وفي إشارة الى ماتردد من تصريحات لمسؤولين إيطاليين عن إمكانية التدخل العسكري في ليبيا، قال ماسيمو داليما أمس في برنامج “ثمانية ونصف”، إذا كان ممثل بعثة الامم المتحدة، يريد حقا تجنب التدخل العسكري، مخافة ان يعتبر “حرب صليبية جديدة ضد المسلمين “، يجب أن يكون شخصا قويا وذي مصداقية، قادرعلى القيام بدور الوساطة بين الفرقاء الليبين . في نفس الاتجاه أكد باولو جنتيلوني، وزير الخارجية، أن بلاده لا تريد حربا صليبية في ليبيا، مشيرا أن العمل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة الليبية.
أما ماركو مينيتي، وكيل الحكومة الإيطالية لشؤون الاستخبارات يقول “لا نريد دورا قياديا بأي ثمن في ليبيا، كانت ليبيا تاريخيا مرآة لإيطاليا، إذا ما ساءت الأمور هناك، عاجلا أم آجلا الخطر سيأتي هنا أيضا”.
في حين، أفصح جنتيلوني في خطاب خاص له أمام البرلمان حول الأزمة، عن بعض الإجراءات لفترة مابعد وقف إطلاق النار في ليبيا: “رصد عملية وقف إطلاق النار وحفظ السلام، إعادة تأهيل البنية التحتية”، “التدريب العسكري”، “تأهيل وإعادة بناء المستشفيات” توفيرالمدربين من الدرك، والمهندسين، توفير الأمن وان تطلب الأمراستدعاء قوات لحفظ السلام.”
أما كلاوديا غازيني، الخبيرة في مجموعة الأزمات الدولية ترى” أن عملية لحفظ السلام أمر صعب إن لم يكن هناك اتفاق سلام مسبق” وأضافت” أن الظروف العسكرية والسياسية والأمنية بائسة” مشيرة إلى التشرذم البالغ بين الفصائل في ليبيا.
رشيدة رزوق