في الوقت الذي لم يخرج فيه الرأي العام الفرنسي بعد من وقع الصدمة التي خلفها الهجوم الإرهابي على الجريدة الفرنسية “شارلي إيبدو”، والذي أودى بحياة 12 فردا غالبيتهم من صحفيي المنبر الإعلامي الساخر، وجه وزير الداخلية الفرنسي السابق شارل باسكوا انتقادات لاذعة لحكومة بلده بسبب أزمتها مع المغرب، وهو الأمر الذي أدى إلى “فقدان باريس مصدرا مخابراتيا مهما” على حد تعبيره.
وقال باسكوا، خلال حوار له مع جريدة “لوفيغارو”، إن علاقات فرنسا مع المغرب، الذي كان واحدا من أهم المصادر الاستخباراتية لباريس، أصبحت جد متدهورة، وهذا الأمر لا يصب في صالح الدولة وفق تقدير الوزير الفرنسي الذي خبر خبايا التعاون الأمني بين فرنسا والمغرب خلال فترة توليه مسؤولية التدبير.
وأضاف المسؤول الفرنسي السابق أنه “في الوقت الذي كان على الحكومة الفرنسية أن تعمل على التنسيق مع أكبر عدد من الأجهزة الأمنية عبر العالم، من أجل مواجهة الإرهاب، فإنها وقعت في أزمات مع دول مهمة، من بينها المغرب، الذي تعيش معه حالة أزمة على الرغم من كونه كان مصدرا أمنيا مهما” يقول شارل مؤكدا خبر قطيعة المغرب لسبل تعاونه الأمني مع فرنسا.
واستغرب باسكوا تأزم الأوضاع خلال الأشهر الماضية بين المملكة والجمهورية، كاشفا أن الأسباب الحقيقية لهذا التوتر “مازالت غير معروفة”، لكنه شدد على “ضرورة تجاوز الخلاف لأن استمراره ليس في صالح بلده، خاصة أن المغرب يمكن أن يلعب دورا حاسما في محاربة فرنسا للإرهاب.
وزاد نفس المتحدث قول: “فرنسا أصبحت معاقة على الصعيد الأمني منذ أن تدهورت علاقتها مع المغرب، خلال الأشهر الماضية، على اعتبار أن المملكة كانت من أكبر المزودين بالمعلومات المخابراتية، خصوصا ما يتعلق بمكافحة الإرهاب”.
المختار بن دغة ولد العمراني