الجالية24

اهتزت بني ملال، في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الماضي، على وقع اعتداء دموي بالسلاح الناري، استهدف شابا على يد شرطي استغل سلاحه الوظيفي لاستعماله في نزاع شخصي.
وحسب مصادر “الجالية24”، فإن المعلومات الأولية للبحث، كشفت أن سبب الواقعة الخطيرة يعود إلى خلاف نشب بين الشرطي والضحية ورفاقه، حول التضرر من الضوضاء والأصوات المزعجة، التي تسببوا فيها.
وأضافت المصادر ذاتها، أن الضحية البالغ من العمر 19 سنة، حل رفقة أربعة أشخاص من رفاقه للجلوس قرب بيت الشرطي بحي الشرايبي لمواصلة أجواء السمر، إلا أن وجود المجتمعين في حالة غير طبيعية بفعل تأثيرات المخدرات، جعلتهم يثيرون الضجيج والفوضى في وقت النوم، ما أيقظ الموظف الأمني الذي قرر الخروج لمطالبتهم بالكف عن الإزعاج والانصراف إلى حال سبيلهم، وهو الأمر الذي لم يستسغه المشتكى بهم واعتبروه تدخلا في شؤونهم الخاصة، ما جعلهم ينهرونه ويسبونه.

وأوردت مصادر متطابقة، أن سوء الفهم الحاصل بين الشرطي والمشتكى بهم، تحول إلى ملاسنات وعراك، ما جعل الموظف الأمني يستشيط غضبا، خاصة أن الشباب تحدوه عوض الاعتذار والمغادرة، وهو الأمر الذي أفقده التحكم في أعصابه ودفعه إلى الاستعانة بسلاحه الوظيفي للسيطرة على الوضع وإنهاء النزاع، بإشهار المسدس في وجه المخالفين وإطلاق رصاصة أصابت شخصا منهم.
وكشفت مصادر “الجالية24”، أن الشرطي ارتكب خطأ فادحا بعد أن داس على القانون، فعوض إشعار المصالح الأمنية المداومة بالإزعاج الذي تسبب فيه الشباب الخمسة لاتخاذ المتعين قانونا، فضل تطبيق شرع اليد لإنهاء خلافه الشخصي، بإشهار سلاحه الوظيفي واستعماله في إطلاق النار ضد غريمه، رغم أنه كان خارج أوقات العمل.
وتسبب الاعتداء على الشاب بالسلاح الناري، بإصابته في صدره، ما أدى إلى حدوث نزيف دموي، استدعى نقله على وجه السرعة إلى مستعجلات المستشفى الجهوي لبني ملال، إلا أن خطورة حالته الصحية استدعت نقله إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالبيضاء في محاولة لإنقاذ حياته.
واستنفرت الواقعة المصالح الأمنية، إذ حلت بمسرح الجريمة مختلف عناصر الشرطة التابعة لولاية أمن بني ملال، للقيام بأبحاث ميدانية وتحريات دقيقة واستجماع كل ما من شأنه أن يفيد في البحث، إذ تم استقدام سيارة إسعاف لنقل الضحية، فيما تم اعتقال الموظف الأمني ورفاق المُصاب واقتيادهم إلى مقر الأمن للتحقيق معهم حول القضية الخطيرة.
وباشرت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية ببني ملال، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة، لتحديد ملابسات القضية وظروف وقوع الحادث والخلفيات الحقيقية لاستعمال موظف الشرطى لسلاحه الوظيفي خارج أوقات العمل العادية، قبل اتخاذ المتعين قانونا.
وأكدت المديرية العامة للأمن الوطني الواقعة الخطيرة، إذ كشفت في بلاغ لها، أن الموظف الأمني استعمل سلاحه الوظيفي خارج أوقات العمل العادية، بشكل أسفر عن إصابة شخص برصاصة في أطرافه العلوية.
وأوردت المديرية العامة للأمن الوطني، أنه تم نقل المصاب للمستشفى الجامعي بالبيضاء قصد إخضاعه للعلاجات الضرورية، بينما تقرر الاحتفاظ بالموظف الأمني وباقي مرافقي الشخص المصاب تحت تدبير الحراسة النظرية، باستثناء قاصر تم وضعه تحت المراقبة، على ذمة البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة، لتحديد كافة الأسباب والملابسات الحقيقية المحيطة بهذه القضية، وكذا للتحري بشأن الظروف التي تم فيها استعمال السلاح الوظيفي، الموضوع رهن إشارة الشرطي.