الجالية24
ليست سطات مجرد عمالة عادية، فهي تعتبر عاصمة الشاوية ووديعة سابقا،وقلب المدينة الفلاحية، لهذا كانت هناك عدة تحديات من أجل الدفع بها إلى مصاف الاقاليم الكبرى، وإخراجها من طابعها التقليدي، وإلباسها حلة الاقليم العصري لتنافس المدن الكبرى، من قبيل بعض الأقاليم. تحدي المشرفين على الشأن العام بسطات وإن كان مشروعا، إلا أنه يواجه صعوبات وعراقيل، تم التغلب عليها ، لتشهد عمالة سطات في ظرف زمني محدود، خصوصا بعد تعيين إبراهيم أبوزيد عاملا عليها، قفزة عمرانية وثقافية متميزة.
خلال جولة بالمناطق التابعة لإقليم سطات، يوحي لك جمال الاقليم،و أن المنطقة تنعم باستقرار ملحوظ، فسكانها يتفادون الحديث عن مشاكلهم. يستقبلون الضيوف بابتسامة يغلب عليها الطابع العفوي، لكن تستشف في حديثهم تطلعهم إلى الأفضل، الذي يؤمنون أنه سيتحقق يوما ما. بدأت بوادر هذا الحلم تتحقق بعد سنوات عجاف، إذ بعد تعيين إبراهيم أبوزيد عاملا على الاقليم، حقق قفزة تاريخية، وما زال القادم أفضل.
قبل تعيينه عاملا على إقليم سطات، كان إبراهيم أبوزيد عاملا على إقليم سيدي قاسم، التي حقق فيها إنجازات عديدة تحسب له، إذ تمكن أنداك من تصحيح العديد من الاختلالات العمرانية والاقتصادية والاجتماعية لسكان سيدي قاسم بنسبة كبيرة، لهذا لم تتردد الجهات العليا في تعينه عاملا على رأس أكبر إقليم بجهة الدار البيضاء سطات، التي ظلت نقطة سوداء بسبب العراقيل في المجال التنموي والاقتصادي.
لم يجد العامل الطريق مفروشة بالورود، فأول إشكال صادفه، مساحة الإقليم الشاسعة، إذ تصنف سطات ثاني أكبر إقليم بجهة الدار البيضاء سطات.
بدا الإكراه صعبا شيئا ما، من أجل تلبية حاجيات سكان المقاطعات العديدة والمتفرقة ، إذ في أول لقاء، بمنتخبيها وفعالياتها الجمعوية، تقاطر عليه سيل من الاحتجاجات والشكايات تتحدث عن توزيع غير عادل بين المقاطعات، سواء من حيث الدعم المالي أو تدشين مشاريع تنموية، إذ حظيت مقاطعات قليلة بحصة الأسد، في حين حرمت أخرى من أي دعم أو مساعدة بصفة مطلقة.
ولتصحيح هذا الخلل، تبنى العامل مقاربة ناجحة وهي العدالة المجالية، إذ تم الرهان على المناطق التي حرمت من المشاريع التنموية في الحقب السابقة، وخصصت لها ميزانيات مهمة سواء في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو بشراكة مع القطاع الخاص، وتمويلات من المجلس الإقليمي والجهوي، لإنجاز العديد من المشاريع التنموية لرفع العزلة عن هذه المناطق، والنتيجة استفادة سكان الإقليم منها في جميع القطاعات دون تمييز.
في عهد إبراهيم أبو زيد كان أول عامل يجعل من تحرير الملك العمومي إحدى أولوياته بالإقليم ، إذ شن حربا بدون هوادة على محتلي الملك العام،وتمكن من تحرير العديد من المناطق التابعة للإقليم. ولاقت حملة العامل استحسانا من المواطنين وسخطا من قبل المنتفعين .
إلى حدود السنين، كانت عمالة اقليم سطات تعاني الفوضى بسبب احتلال الباعة الجائلين لأهم شوارعها الرئيسية، والنتيجة أزبال هنا وهناك وعرقلة للسير وإساءة كبيرة لجمالية الاقليم، بعد إتلاف أهم الحدائق الكبرى بها.
هذا المشهد الدراماتيكي، صار من الماضي، إذ قامت السلطات الإقليمية والمحلية بمجهودات جبارة لتصحيح هذا الخلل، عبر تمكين الباعة الجائلين من فضاءات وتجهيزات تحفظ كرامتهم وتؤهلهم للعيش الكريم وترفع من قيمة تعاملهم التجاري مع الزبناء.
نجاح هذه المشاريع لم يكن صدفة، بل نتيجة مجهودات جبارة للسلطات الإقليمية والمحلية، التي سهرت على إحصاء الفئات المستهدفة بحواضر الإقليم . وأشرفت السلطات الإقليمية على تتبع مراحل تفعيل البرنامج عبر عقد اجتماعات أسبوعية مع مختلف المتدخلين، من سلطات محلية وأمنية وعسكرية ومنتخبين وجمعيات المجتمع المدني.
وواكبت عملية تأهيل الباعة الجائلين حملات لتحرير الملك العمومي من قبل السلطات، وتحسيس المواطنين بأهمية المحافظة على رونق وجمالية المدينة، كان من أهم نتائجها تغيير المنظر العام لمناطق الإقليم، بتحرير شوارعها وساحاتها، وتوفير فضاءات تجارية تستجيب لشروط النظافة والسلامة والأمن.