الجالية 24/ذ.رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الاسبوع الكاتبة و الشاعرة أمينة برواضي
1 ـ كيف تعرفين نفسك؟
شكرا لكم شاعرنا السيد رضوان على استضافتي في هذا الحوار، ودمت من مشجعي الثقافة وفعل القراءة بهذه المدينة.
أمنة برواضي روائية قاصة وشاعرة تعشق الأدب، وتحب كل ما هو خير.
أصدرت ست روايات.
وخمس مجموعات قصصية.
ديوان شعر.
ثلاث مسرحيات للطفل. المسرحية الثالثة تحت الطبع.
أربع قصص للطفل. ومجموعة من ست قصص تحت الطبع.
2 ـ ماذا تقرأين الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
من عادتي أن أقرأ مجموعة من الكتب بشكل متوازي، كلما مللت من واحد منهم انتقلت إلى الآخر، وهذا ما أفعله حاليا بالإضافة إلى كتاب الله.
أما عن أجمل كتاب، هناك كتب كثيرة شدتني إليها، لذلك أجد صعوبة في اختيار الأحسن.
3 ـ متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟
الإبداع بصفة عامة، تظهر تلك الموهبة أو البذرة الأولى في سن مبكرة، وأمينة ليست استثناء، لقد بدأت في مرحلة مبكرة جدا؛ غير أني يومها كنت أجيد كتابة مواضيع الإنشاء التي كانت تحظى باهتمام أساتذتي، وهذا طبعا كان دافعا لأكتب أحسن وأطور أسلوبي.
الكتابة بالنسبة لي تظل همّا يوميا منذ فترة الإعدادي، وقد بدأ حلم كتابة الرواية يراودني باكرا، فكلما انتهيت من قراءة عمل روائي أحسست أنه باستطاعتي نسج أحداث رواية مشوقة بنفس القدر.
في فترة الجامعة كتبت القصة التي كنت أنشرها في الجرائد، كما كتبت الشعر ومسودات رواية لا زلت أحتفظ بها.
وفي بداية عملي بالتدريس انشغلت بالعمل، وبأسرتي الصغيرة لكني لم أتوقف عن كتابة كل ما تجود به قريحتي، كما انصب اهتمامي على كتابة نصوص مسرحية للطفل رغبة مني أن يشخصها أبنائي إلى جوار الصغار ويقفوا بدورهم على خشبة المسرح، وفعلا حققت تلك المسرحيات نجاحا باهرا بفضل الله، وحسن أداء الصغار.
كأطفال الحجارة، والبيئة، المحكمة، ومحاربة الهدر المدرسي، التي أحرزت على الرتبة الأولى، وغيرها….
4 ـ ماذا تمثل مدينة الناظور بالنسبة إليك؟
بالنسبة لي كل حفنة تراب من هذا الوطن عندي سواء، باستثناء البلد الذي يسكنه أهلي والذي ترعرت وكبرت فيه له منزلة خاصة في قلبي، وهنا أستعير البيت الشعري لقيس بن الملوح:
وما حب الديار شغفن قلبي // لكن حب من سكن الديار.
أما عن مدينة الناظور الجميلة هي جزء من هذا الوطن؛ هي بلد رفيق دربي، وبلد أبنائي فلذات كبدي، تربطني بها جذور أبنائي وزجي أحبها لحبهم، وهي مدينتي أيضا التي أسكنها وتسكنني.
5 ـ هل أنت راضية عن إنتاجاتك؟
الحمد لله…
وإن كنت أشعر أني لم أكتب بعد ما أحلم به، وأني لا زلت في بداية الطريق، ولم أحقق ما أبغيه من الكتابة، رغم عشقي لما أكتبه.
6 ـ وما هي أعمالك المقبلة؟
بالنسبة لأعمالي المقبلة تبقى جميعها في علم الغيب، وأرجو من الله أن يساعدني على تحقيق ما أصبو إليه، انتهيت قبل أيام من روايتي السابعة، وأنا أعمل على تنقيحها بين الحين والآخر لتخرج للقارئ ولمحبي قلمي في حلة جميلة وبمضامين تستجيب لتطلعاته، كما أشتغل على مجموعة من الكتابات للطفل ( مسرح، قصص..).
7 ـ متى ستحرقين أوراقك وتعتزلين بشكل نهائي؟
الكتابة ليست وظيفة أو منصب قد نتخلى عنه أو يتخلى عنا في يوم من الأيام، الكتابة موهبة تتغذى من التجربة والحنكة والممارسة، ومع مرور الزمن يصبح الكاتب يمتلك آليات الكتابة وتصبح رؤيته للعالم وللواقع أكثر شمولية، وتصبح الكتابة تنساب بسلاسة من بين أنامله ويأتي العمل أكثر نضجا.
الكتابة بالنسبة لي مسألة كينونة ووجود وهي تسري مجرى الدم من الكاتب، ولا يتوقف إلا بتوقف النبض.
حيث أن الكاتب عندما يبلغ مستوى التزامه اتجاه التأمل العقلي، ويتجرد من غرائز الجسد ويبلغ مرحلة النضج يشعر أثناءها بالحياة الفاضلة السعيدة، وحتى تتحقق هذه السعادة ينبغي أن تدوم ممارسة هذا النشاط التأملي مدى الحياة.
ويمكن أن أشير إلى نقطة مهمة أثارها الفيلسوف الوجودي (كولن ويلسون) في كتابه الشهير ” اللامنتهي ” بأن الإنسان يحاول أن يصنع معنى لهذه الحياة حتى يستمر في العيش، وأنه دائم البحث عن الحقيقة والمعنى من دون بلوغ اليقين المطلق. فليس من صالحه أن يصل إلى الحقيقة المطلقة بل من مصلحته أن يسعى باستمرار من أجل المعنى؛ المعنى المتجدد والمستمر…
8 ـ ما هو العمل الذي تمنيت أن تكوني كاتبته، وهل لك طقوس للكتابة؟
ما تطلعت يوما إلى شيء في يد غيري، كل ما أعمله أني أجتهد لأطور كتابتي كل يوم بشكل أحسن، كما أني مقتنعة بكل ما يخطه قلمي وأعشق ما تجود به قريحتي لأنه صادق، أحب كتاباتي جدا وسعيدة بما أكتب وما وصلت إليه، ويسعدني كثيرا ما يكتبه النقاد عن إبداعي.
بالنسبة للجزء الثاني من السؤال، هل لي طقوس في الكتابة؟
أنت كشاعر تعلم أن الإلهام قد يزور صاحبه في أية لحظة، وكما أنه لا يختار الزمان فأنا بدوري أعامله بالمثل ولا أختار له لا المكان ولا الزمان، أعيش فوضى في الكتابة وهذا يريحني.
أكتب متى رأيت الفكرة تلح علي وتصرّ أن أكتبها، ويحدث معي أحيانا كثيرة أن أغادر الفراش لأكتب فكرة لأني لو تركتها إلى الصباح لضاعت مني في سواد الليل.
الكتابة بالنسبة لي لم تكن يوما صنعة، وإنما إحساس وتعبير عن وجود إنساني، عن مكنونات صدري عن واقع يتخبط فيه المجتمع عن معاناة الإنسان..
9 ـ ما هو تقييمك للوضع الثقافي الحالي بالناظور؟ وما هو دور المثقف أو المبدع في تغييره؟
أظن الوضع الثقافي في الناظور لا يختلف كثيرا عنه في باقي المدن المغربية الأخرى وربما في الوطن العربي بشكل عام، الحمد لله هناك تطور ملموس؛ معارض، ندوات، لقاأت أدبية، توقيعات و..
الثقافة في المدينة شأنها شأن الأحزاب السياسية، على المثقف والمبدع والجهات المسؤولة أن يكونوا كتلة واحدة ويجعلوا الثقافة من الأولويات لنرقى بالثقافة في المدينة.
10 ـ ماذا تعني أن تعيش عزلة إجبارية وربما حرية أكثر؟
وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
معنى الحرية أولا؟
الحرية موقف من الحياة، كما أنها مادة للإبداع. والإنسان المبدع يعيش حرية أوسع في داخله لا قيد يمكن أن يفرض على موهبته أو يحد منها، المبدع بشكل عام يتمتع بحرية لا حدود لها، نجد السجين الذي أحيط بالأسوار، ووضعت عليه الأغلال يتدفق وراء تلك القضبان وتفيض قريحته لم تكن القيود يوما حائلا ومانعا أمام الإبداع.
وما نعيشه مع هذا الوباء قد يكون مادة خصبة للإبداع، وقد يقدم مواضيع لا حصر لها، وعامل الزمن أيضا متوفر بشكل كبير قد يصل بالمبدع إلى إبداع متحرر من كل القيود المادية.
القيد أن تحد وتقيد حرية الفرد، لكن الوضع الذي نوجد عليه في فترة الحجر الصحي هي حالة مؤقتة، وهذا قد يزول بمجرد زوال الوباء وما دامت الظروف تقتضي ذلك لا بد من التنازل عن بعض الحريات لتحقيق غاية كبرى ومصلحة عامة.
ثم لا أظن أن الكاتب يحس بالعزلة الرهيبة، حيث يملك تلك النفس الواعية التي تغنيه عن متطلبات الجسم ورغباته المادية، فهو كالعارف الذي ينسلخ عن الجسد وينصهر في عالم الملكوت يعيش ويسافر بروحه البسيطة التي تسمو به لتلمس حقيقة الجمال.
11 ـ شخصية من الماضي ترغبين في لقائها ولماذا؟
لا تحضرني شخصية واحدة بل شخصيات عديدة، أتمنى أن يجمعني الله بهم في الجنة.
12 ـ ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
ماذا أقول؟ وبماذا أجيب؟
قدر الله وما شاء فعل.
كل شيء في كتاب، وحياتي الماضية عشتها كما أراد الله أن أعيشها.
ولو قدر لي البدء من جديد لما اخترت غير حياتي؛ لأني راضية بما قسمه لي ربي.
13 ـ أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟
أجمل ذكرى: يوم رزقني الله تعالى بفلذات كبدي حفظهما الله وبارك فيهما نضال وياسين.
أسوأ ذكرى: رحيل والدتي رحمها الله.
14 ـ كلمة أخيرة أو شيء ترغبين في الحديث عنه؟
شكرا لكم السيد رضوان على هذه الاستضافة، وفقكم الله في مسيرتكم الإبداعية، وفيما تقدمونه لمدينة الناظور من نشر الثقافة، وتشجيع فعل القراءة.
أمنيتي أن يضع مثقفوا الناظور اليد في اليد من أجل ناظور مثقف أكثر.
اللهم ارفع عنا هنا الوباء في هذه الأيام المباركة.