الجالية24/ مراد بنعلي
غريبة هي بعض الأحداث والوقائع في زمن كورونا، أخبار تردنا من هنا وهناك يصعب معها التوصيف ولا حتى وضع العنوان المناسب لها، لأنها حقا أغرب من الغرابة ذاتها، وحتى حيثياتها وتفاصيلها أشبه من مشاهد فيلم سينمائي بلا عنوان لكن نهايته مؤلمة حد الوجع الذي لا يوقفه أي مسكن مهما كان تأثيره.
استيقظنا اليوم السبت 15 غشت 2020، على إيقــــاع واقعة استثنائية كضرب من ضروب الخيال الذي لا يمكن تصديقه. ففي زمن الحديث عن الرفق بالحيوان وإيلاء العناية له كلـــــــــب مريض في وضعية صعبة ولا حول له ولا قوة إلا بالله، يحرم من حقه في التنقل من مكان تواجده الأصلي مدينة تطوان إلى المصحة البيطرية الكولف بمدينة طنجة.
يقول الطبيب البيطري وصفي بوعزاتي: “تصوروا معي أن هذا الكلب، استقبلته في المصحة من أجل عملية جراحية مستعجلة على مستوى العظم (كسر معقد)، أرسل لي من طرف زميل بمدينة تطوان، يوم الخميس 13 غشت الجاري، و كان لزاما إرجاعه (الكلب) كل يومين للمتابعة والفحص بالإضافة إلى تتبع حالته”.
ويواصل بوعزاتي: “قدمت لمالك الكلب وصفة طبية بخصوص جميع المواعيد ذات الصلة من أجل الإدلاء بها لدى باشا مدينة تطوان حتى يسلمه هذا الأخير ورقة المرور طنجة (رخصة التنقل)، لكن المسؤول المذكور رفض الأمر جملة وتفصيلا معللا جوابه الشفهي بكون الأمر يتعلق فقط بكلب، وأنه لن يمكن مالك الكلب من ورقة المرور المطلوبة”.
واقعة الكلب من فصيلة البوانتير pointer والبالغ من العمر 4 سنواتـ، أثارت ردود أفعال مستنكرة ومطالبة بالرأفة والرحمة بالحيوان، فيما علق آخرون على أنه أمامنا سنوات ضوئية طويلة حتى ندرك أن الإنسانية والعاطفة لا تتجزأ.
ومن جانبه، وجه بوعزاتي الذي يشغل مهمة رئيس المكتب الجهوي للشمال الغربي للهيئة الوطنية للأطباء البياطر، (وجه) نداء للسيد والي الجهة والسيد عامل إقليم تطوان، من أجل تعاونهما وتدخلهما لإنقاذ هذا الوضع، مضيفا في عبارة كلها أسف وألم: ” مالك الكلب رجل فوق السبعين من عمره ، وكان في حالة يرثى لها اليوم صباح يوم السبت بالمصحة البيطرية، وهو يذرف الدموع كطفل صغير ..، ولهذا أناشدكم شوية ديال –تبنادميت- الله يرضي عليكم”.