تكررت مشاهد من أحداث رواية الأديب الفلسطيني غسان كنفاني “رجال تحت الشمس”  بشكل  واقعي هذه المرة بميناء امليلية السليبة، حينما اوقفت الشرطة الإسبانية 11 مهاجرا مغربيا من دون وثائق كانوا مختبئين في خزانين لشاحنتين لمزج الإسمنت ينتظرون العبور إلى الضفة الأخرى. وجرى انتشال هؤلاء  الشبان المغاربة، وبينهم اربعة قاصرين،  في  ظروف صحية  مزرية  بعد عن استنشقوا  المواد الكيماوية والغبار للأسمنت في الخزان الذي اختبؤوا بداخله، و كان بالإمكان ان يكون مصيرهم مصير  شخصيات كنفاني الذي قضوا اختناقا في الخزان.

 

 

وأفادت وكالة الانباء الإسبانية إفي مساء أمس الثلاثاء أن الشرطة الإسبانية اوقفت 11مهاجرا مغربيا بينهم أربعة قاصرين كانوا مختبئين بخزانين لشاحنتين كانتا واقفتين على رصيف الميناء في انتظار دخولها إلى الباخرة والعبور إلى الضفة الاخرى. ووقع هذا الحادث الجمعة الماضية، ولكن الشرطة كشفت عنه أمس.

 

 

وقالت مصادر أمنية حسمبا ذكرت الوكالة الإسبانية ان الشرطة انتبهت إلى أصوات صادرة  من داخل  حزان لخلط الإسمنت ملحق بشاحنة .

 

 

وقاد مدخل الخزان الذي كان نصف موراب الشرطة إلى الاشتباه في احتمال وجود أحد بالداخل،  فاهتدت  إلى فتح المدخل و رصدت 6 أشخاص  مختفين  في بطن صهريج الشاحنة المازجة للأسمنت وقد غطى غبار الإسمنت ملابسهم وتقاسيم وجههم، وأُخرج  الامن المهاجرين و عليهم اعراض التعب  وتنتباهم موجهة من السعال كما أصيبوا بدوار  كبير بسبب استنشاقهم لمواد كيمياوية في صهريج الشاحنتين.

 

 

وبعد تقديم الاسعافات، جرى اقتياد المهاجرين الى مركز الشرطة  للتحقيق معهم بتهم خرق قانون الأجانب.

 

 

وتشبه كثيرا حالة هؤلاء الشبان المهاجرين المغاربة حالة أبطال الروائي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني في روايته “رجال تحت الشمس”، حيث كان بالإمكان ان يلقى هؤلاء المغاربة  الاحد عشر مصير أبطال الرواية الشهيرة الذين قضوا من شدة الحر في خزان شاحنة، حيث ستضع المواد الكميائية التي  كانوا يستنشقونها  ولمدة طويلة حدا لحياتهم قبل أن يصلوا إلى مبتغاهم.، وحتى لو طرقوا الخزان فلن ينتبه إليهم احد.