تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع الكاتبة فوزية القادري المقيمة باسبانيا
1 كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
فوزية القادري صحافية سابقة ،ثمانية عشر سنة تعليم بالاسبانية في مليلية،تجارية،وكاتبة .
2 ماذا تقرأين الآن وماهو افضل كتاب قرأته ؟
اقرا كتابا لمبارك ربيع بالاسبانية بعنوان الاجمل من ايامه او بدر زمانه
قرات الكثير من الكتب ولا استطيع ان اقول ما هو الافضل؟هناك الارض لطه حسين.دون كيشوت لسيرفانتيس،زمن الكوليرا للكولوبي ماركيس.وغيرهم كثير جدا.
3 متى بدأتي الكتابة ولماذا تكتبين؟
اظن ان الكتابة ولدت معي لانني منذ صغري وانا اتخيل نفسي كاتبة وذلك باختراعاتي لاشخاص من خيالي.بدات الكتابة وانا في الثانية عشر من عمري وذلك بعد قراءتي لالف ليلة وليلة.
في الثانوي كنت اكتب القصص القصيرة والشعر.وكان اول اشتراكي في ندوة شعرية باسم المواهب سنة 1971 تحت اشراف الشاعر التطواني محمد اللواح.كلمته لا زالت عندي وهي”من سار على الدرب وصل”
ومنذ ذلك الوقت توجهت الى الكتابة بصفة رسمية كصحفية في جريدة الانباء حتى نهاية 1974.
اما لماذا اكتب فهذا السؤال لن استطيع الاجابة عليه لان هناك الكثير من العوامل تجذبني الى الكتابة وخاصة الكتابة النقدية لاحوالنا واحوال مجتمعنا النائم في خمول الجهل.
4 ماذا تمثل مدينة الناظور بالنسبة لك؟
مدينة الناظور ولدت في قرى من قراها وعشت خارجها جل حياتي بين مليلية وتطوان واوروبا.لا استطيع ان اقول عشت فيها بصفة رسمية الا سنتين اثناء وجود في الاعدادي بالشريف امزيان.ثم زياراتي اليومية لوالدي فيها.لكن رغم ذلك فانني اعتز بانتمائي اليها بجد.
5 هل انت راضية على انتاجاتك وماهي اعمالك المقبلة؟
الانسان دائما ينظر الى الاعلى والى الانتاج الاحسن.كل ما كتبت ونشرته الى الآن استطيع ان اقول بانني راضيه عنه 70% ولا يمكن ان نرضى على اي انتاج من انتاجنا ب100% لان الكمال لله وحده.اما اعمالي المقبلة فلدي خمس روايات تنتظر دورها وكتابين سياسيين.الاول الجزء الثاني من دموع الكلمات والثاني باسم عيد على الاحداث.هذا بالاضافة الى القصص القصيرة ومئات المقالات استعد لجمعها في كتاب او كتابين.
6 متى ستحرقين اوراقك الابداعية وتعتزلين الكتابة بشكل نهائي؟
لا يمكن احراق اوراقي ابدا ولا يمكن التخلي عن القلم الا اذا عجزت يدي على حمل القلم
وفي تلك اللحظة اعرف بانها نهايتي.
7 ماهو العمل الذي تمنيتي ان تكوني كاتبته وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
كتبت في كل شيء:شعر،قصة قصيرة،رواية،،سياسة،ولكن العمل الذي احب الكتابة فيه هو كتاب سياسي انتقد فيه اسباب تأخرنا عن ركب الحضارة والتقدم الذي يعيش فيه غيرنا بكل موضوعية رغم انني اعرف بأن ذلك سيجرني الى اشياء لا احبذها لنفسي ولا لغيري.
اما الطقوس فليس لدي اي طقس.اكتب في كل وقت بالنهار او بالليل،وان كنت افضل الليل،.مرات اكتب كل يوم واخرى كل فترة.
8 ماهو تقييمك للوضع الثقافي الحالي بالناظور؟وما هو دور المثقف او المبدع في التغيير؟
تغير الحال في الناظور كثيرا.فمنذ اربعة عقود كنت اشتري الجريدة ويسألني البائع لمن هذه الجريدة وعندما اقول له لنفسي يستغرب.
اما الآن فانها اصبحت تنافس بعض المدن المعروفة بانشتطها .اصبح اليوم شعلة من كثرة الانشطة الثقافية كما انجبت العديد من المبدعين في الفترة الاخيرة بعد ان كنا نسمع عن القمري ومحمد اقوضاض وبعض القلة
هذا بالاضافة الى المجهود الذي يقوم به بعض مبدعي الناظور للنهضة الثقافية فيه.اتمنى ان يستمر هذا النشاط لنعرف اكثر عن المواليد الجدد في ميدان الابداع.
اما دور المثقف او المبدع فهو تنوير المجتمع وحثه على التعليم والتعلم لان التعليم اساس تقدم الامم.ولكن اذا عدنا الى الوراء فانني ارى بان مثقفينا لا يستطيعون القيام باي شيء ما دام المجتمع يعوم في الفقر الذي ينجب الامية.
المثقف او المبدع يستطيع ان يعمل في مجتمع متعلم اما مجتمعنا،الذي يعوم اكثر من نصفه في الامية، فلا يمكن ان ننتظر كثيرا في هذا الامر. الاديب هو مرآة الاحداث السياسية والاجتماعية التي يعيشها بلده. الاديب يتأثر وينفعل ثم يكتب ما شاهده او عايشه.قد يتأثر الاديب بفكرة،مقالة،او كتاب ولكنه لا ينحاز الى اي تيار.واغلب ما يكتبه الاديب يستمده من الواقع المعاش.
9 ماذا يعني لك العيش في عزلة اجبارية وربما حرية اقل؟وهل العزلة قيد ام حرية بالنسبة للكاتب؟
عشت ولا ازال اعيش العزلة الاجبارية بسبب مرض كورونا.وخلال هذا الشهر ونصف كتبت رواية باسم المهاجرون.ماتت احدى بطلاتها بمرض كورونا بالمانيا.بالنسبة لي هذه العزلة لم تؤثر في حياتي بل جمعت كل مقالاتي السياسية في كتاب لنشره في فترة قادمة.
10 شخصية من الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
الشخصية التي كنت اتمنى لقاءها هي طه حسين.صاحب رواية الايام التي لا زالت بطلتها امام عيني رغم قراءتي للرواية منذ اربعون سنة.لا زلت ابعث عن روعة تصويره للبطلة وهو بصير . كما كنت اتمنى لقاء مصطفى محمود وسيرفانتيس.
11 ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو اتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
لن اغير شيئا في حياتي.ولدت في قرية،حيث كانت المرأة لا تعرف الا اباها وزوجها،من اب حاصل على شهادة جامعية.اراد ان يخرج من عباءة اسرته ليدخلني المدرسة.من اجل ذلك خرج من القرية الى مليلية حيث اتي لي بمعلمة اسبانية الى المنزل لتعليمي.ثم تحدى الجميع وادخلني المدرسة ثم بعث بي الى تطوان للدراسة الثانوية.ترك لي حرية الاختيار في كل شيء:الصحافة ،الاذاعة،السفر الى اوروبا والزواج برغبتي،لولاه لما كنت فوزية القادري
12الكتابة في الغربة مجرد هوس ام ترياق ومتنفس؟
انا اكتب في اي مكان وقد بدات الكتابة كما قلت سابقا وانا طفلة.اما اوروبا فليست بالنسبة لي غربة لانني عشت فيها اكثر من ثلثي عمري .بالنسبة لي ليست هوسا او ترياقا بل متنفسا عما نشعر به
13 اجمل واسوء ذكرى في حياتك؟
اجمل ايام حياتي هو خروج روايتي”وسارت بهما الايام”سنة 2011 والتي ظلت في ادراجي مكتبي خمسة وعشرون سنة.اما الاسوا فهو يوم تلقيت خبر وفاة والدي بتطوان بسكتة قلبية.ذلك هو اليوم الاسوأ لانني فقدت فيه الانسان الذي جعل مني انسانة تستحق الحياة حتى بعد وفاته.انه ابي عليه الف رحمة وبعده حفيدتي “منى”.
14 كلمة اخيرة او شئ ترغبين الحديث عنه؟
الحديث بالنسبة لي سلسلة.هناك مئات المواضيع تشغل بالي ولكنها مواضيع اكتبها لنفسي فقط.لان ما اود الحديث فيه لا يستسيغه الكثيرون.من عادتي حبي للوضوح والنور وانت تعرف بأن مجتمعنا يحب الظلام وانا ضده للاسف.اذن ما اريد ان اكتب فيه ساتركه لنفسي فقط.
وفي الختام اشكرك على هذا اللقاء عبر الاثير.