تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب .المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة
ضيف حلقة الاسبوع الاعلامي مصطفى البوزياني
بادئ الكلام،شكري العميق لصاحب هذه السلسلة،الصديق الشاعر المبدع رضوان بن شيكار،على اختياره واقتراحه إسمي ضيفا من ضيوف السلسلة.
كما أحيي كل المهتمين والمتتبعين للشأن الإعلامي،والثقافي بصفة عامة.وأتمنى أن تحمل مساهمتي قيمة مضافة..إن بشكل أو بآخر..!؟
(1) كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟
(1) المصطفى بوزياني،إبن بلدة العروي،بإقليم الناظور.
إعلامي متواضع،بالإذاعة الأمازيغية،في الرباط.
متزوج،وأب لبنتان.
(2) ماذا تقرأ الآن وماهو اجمل كتاب قرأته ؟
(2) حاليا،وكما هي عادتي في شهر الصيام،أقرأ ما تيسر من كتاب الله.قراءة عادية، أجد فيها راحة روحانية
متميزة.!
وأشاهد الأفلام السينمائية بكثرة..
وبعد رمضان،سأعود لإتمام قراءة”الخبز الحافي،لمحمد شكري.”،
أقرأها للمرة..لست أدري،لا أتذكر.!؟!
تعجبني كتابات شكري،قبل أن أتعرف عليه شخصيا..رحمه الله.
في حياتي،قرأت من الكتب ما استطعت إليه سبيلا..حين زمن القراءة..كتب الأدب والإبداع خاصة..وشيء من هذا وذاك..وبلغات متواضعة إكتسبها خلال مساري الدراسة والتحصيل..
بعض هذه الكتب عشقتها لما انتهيت من قراءتها.!؟
ويبقى محمد شكري،وإرنست هيمينغواي،خاصة ذلك
“الشيخ والبحر” The old man and the sea.!!
(3) متى بدأت العمل الصحفي وماذا اضاف اليك وماذا اخذ منك؟
(3) وعن التحاقي بالحقل الإعلامي..،والإذاعة الأمازيغية عام 1989،لم يكن في يوم من الأيام مشروع حلم أو تمني..،بل جاء واقعا مكتوبا مقدرا،وخيرا إختاره الله..!
وكان خيرا،بالفعل..!
والميكروفون كان صاحبا لي قبل الإذاعة.
كان تجربة موشومة.. ومتواضعة في مجال الغناء..والتنشيط.حمولة فنية وصوتية..أفادتني في مسيرتي الإذاعية.
في الإذاعة الأمازيغية، وجدت إمكانية استثمار قيم..وقناعات كنت قد اكتسبتها من قبل..في محطات مختلفة.!؟ منحت عشقي للإذاعة
الأمازيغية،واحترامي لمستمعيها،فمنحوني الحب..وهو رأسمالي الحقيقي،وقنديل دربي المهني.!
(4) ماذا تمثل مدينة الناظور بالنسبة لك؟
(4) الناظور..وما أدراك ما الناظور.!؟
الناظور تجمعنا.
الناظور جدتنا الكبيرة.!
جدتنا التي وحدها تستطيع سرد حكاياتنا..
لما جئناها من تلك الروافد التي تصب في مجرى نهر الناظور الكبير.!؟
وجدنا فيها العلم والعلماء..وفيها وجدنا الوعي بالذات والأشياء..والإحتضان.
وستبقى المدينة،لأنها وجدت..لتبقى.!
لا تسألني عن الناظور.!
(5) هل انت راض على مسيرتك الاعلامية؟
(5) نعم،قد أكون راضيا على مسيرتي الإعلامية في ظل الظروف الحالية،ووسائل العمل المتاحة..لكني،كنت لأكون راضيا أكثر لو أتيحت لي،ولغيري،فرص أكثر مهنية واحترافية..
السعي نحو الأفضل لا يبارحني.
(6) متى ستكسر الميكرفون وتعتزل الاعلام بشكل نهائي؟
(6) الميكروفون صديق وجداني،وروحاني.!! لا يمسه إلا المطهرون.!؟
والإعلام لايقبل الإعتزال.خاصة في شقه الإذاعي،الذي هو مجال خصب للإبداع..حتى ولو بعد التقاعد الإداري..الشكلي.
(7) ماهو البرنامج الاذاعي الذي تمنيت ان تكون صاحبه؟
(7) مساري المتواضع يحتوي تصورات وعناوين عديدة..لبرامج متنوعة انتجتها وقدمتها على أثير الإذاعة الأمازيغية. وكل برنامج عندي محطة ذات قيمة مضافة إلى تجربتي المهنية.. في الحقل الإذاعي،تكون الأفكار والمقترحات،أحيانا، أقوى من الواقع.!؟
(8) ماهو تقييمك للوضع الاعلامي و الثقافي الحالي بالناظور؟وما هو دور المثقف و الاعلامي في التغيير؟
(8) حين يغيب المثقف، والإعلامي،والإلتزام الحقيقي بانشغالات وقضايا الشعب..يغيب البديل،ويصعب التغيير.!؟ السياسة وحدها تظل عاجزة. ولنا في واقعنا الحالي خير مثال.
(9) ماذا يعني لك ان تعيش عزلة اجبارية وربما حرية اقل؟وهل العزلة قيد ام حرية بالنسبة للاعلامي؟
(9) الصحافة،معناها الحرية..والتعبير الحر الملتزم بضوابط وقواعد المهنة.الأخلاقيات. أما بالنسبة لسؤالكم عن العزلة والحرية،في رأيي البسيط،أنا حاليا محجور،ومعزول،تحت رحمة طوارئ الحجر الصحي..لكن أفكاري تغدو..وتروح بكل حرية.!!
(10) شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا ؟
(10) تسألني عن شخص من الماضي أود لقاءه..وأنا أقول لك يا صديقي،عندي في ذلك الماضي أصدقاء،أشتاق إليهم،وأرغب في لقائهم،والجلوس إليهم..!
(11) ماذا كنت ستغير في حياتك لو اتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
(11) لو أتيحت لي فرصة البدء من جديد؟! وبعد هذا العمر الجميل.!؟ لنفرض ذلك.! كنت سأضيف أشياءا إلى سجل طفولتي..هي أشياء بسيطة تمنيتها ولم تستطع بساطتي تحقيقها. سأرفع دعوى ضد مجهول.!؟
(12) ماذا بقي فيك من جيل الانطلاقة الثقافية وجيل الشعراء والمثقفين التنوريين والفرق الغنائية الناظورية الملتزمة التي كنت عضوا في احداها؟ ماهو ابرز حدث وشم ذاكرتك من تلك الفترة؟
(12) وسؤال جمعية الإنطلاقة الثقافية بالناظور..ذلك الزمن الثقافي والسياسي..بامتياز.!؟ في الإنطلاقة كان الوعي بالذات.وفيها طرح السؤال الفلسفي الهوياتي العريض:من نحن.؟ ونحن طلاب وتلامذة وقتذاك،تعلمنا مع مؤسسي الإنطلاقة ورموزها معنى الإنضباط، والإلتزام، ومعنى النضال.. في هذه الجمعية فجر الكثيرون مواهبهم.. إحتضنتهم الإنطلاقة، فانطلقوا. من الشباب من كتب،ومنهم من شعر،ومنهم من غنى..وجميعهم عبروا، وأبانوا عن ميلاد بنية ذهنية مجتمعية،ثقافية وسياسية..جديدة.هو التغيير،إذن.!؟ والزمن،سنوات الرصاص. جمعية الإنطلاقة الثقافية تجاوز صيتها حدود المدينة،ووصل إلى المدن الأخرى.بل تعدى حدود المغرب. ويكفي التذكير بمهرجانها الفني الصيفي الوطني،وشعار”أغنية الشعب،ذاكرة الشعب.!”. إشعاعها لا زال ساري المفعول في جيل بكامله.ولا زلنا نقتدي به حتى يومنا هذا. كلما تذكرت جمعية الإنطلاقة الثقافية بالناظور،أنحني إحتراما وعرفانا لها،ولرموزها..!!
(13) بعد الانتشار الواسع للمواقع الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي .اي مستقبل ترى للراديو في عالم متسارع نحو ثقافة استهلاك الصورة بشكل جنوني؟
(13) وعن الراذيو،وسؤال موقعه مستقبلا،في خضم هذا الكم المدهش،والمتنوع من وسائل التواصل والمواقع الإخبارية..!؟ أنا أرى أن المنافسة الإعلامية بين مختلف وسائل التواصل: مسموعة،ومرئية،ورقمية،وورقية..وغيرها،هو أمر صحي.بل لابد من المنافسة إذا كنا نروم الكيف والجودة…Quality. المتلقي أصبح لديه حس نقدي قوي.لا يستهلك أي منتوج إعلامي يقدم له. وبالتالي،يبقى البقاء للأقوى.وذلك باحترام أخلاقيات مهنة الصحافة.وهو الشرط الغائب في الكثير من الأوقات،مع الأسف.!؟ الإذاعة(أو الراذيو)هي الأصل.ومن رحم الإذاعة رأت التلفزة النور..ثم تلتهما وسائل اتصال أخرى مع تطور الزمن. إذن،أخلاقيا يجب أن نعتني بالوسيلة”الأم”،التي هي الأصل،والتي هي الإذاعة.وأن لا نفرط فيها. وأنا ينتابني لحظة سماعي للراذيو شعور لا يضاهيه شعور..!!وجمالية وجدانية،وكأنها “التطهير.!”Catharsis. ..Le charme de la Radio.!! وما بالك بجمالية الأمازيغية،في الإذاعة الأمازيغية.!؟
(14) هل للاعلامي دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها ام هو مجرد مغرد خارج السرب؟
(14) ما أحوجنا إلى إعلام يخدم مصالح الشعب والوطن.وأن يكون،بالفعل،سلطة توجه الأفراد،وتقودهم نحو بناء ذلك المجتمع الديمقراطي الحداثي الذي يتوخاه الغيورون على هذا البلد. لا أحد يجادل في كون الإعلام قاطرة التنمية.ولا أحد يشك في أن المغرب كان دائما،ولا يزال،بلد الإعلاميين الشرفاء، والذين يغردون داخل السرب،وكلهم قناعة بأنه لا تنمية حقيقية في تغييب الإعلام الحقيقي،ولا إعلام بدون حرية..وتكميم الأفواه.!؟
(15) حدثنا شيئا ما عن برنامجك المتميز: ايواران ذي ارميزان. المدرسة التي تخرج منها عدد من الشعراء بماذا تحتفظ في ذاكرتك من هذه التجربة وكيف انتهت ؟
(15) بذكرك برنامج”أوارن ذي رميزان”، تذكرني صديقي بتجربة أعتبرها جزءا مهما في مساري، وهويتي المهنية.. وهي تجربة ما زالت حية،وقائمة في برنامج “آييزري..خيلاه.!”،وإن اختلفت بعض الشيء من حيث الشكل أو التصور،Concept.! وهذا جاء تماشيا مع متطلبات المرحلة الثقافية ،والإبداع الشعري ،حيث،انتقلت الأمازيغية من الشفاهية إلى فعل الكتابة،وبدأت الدواوين الشعرية تظهر في سوق الكتاب،وتصل نسخ منها،أحيانا،إلى البرنامج..بعد ما كنا من قبل نتوصل بالقصائد الشعرية في رسائل،عبر البريد،أو مسجلة على أشرطة كاسيط.. مواكبة هذا التطور الذي حدث في زمن الكتابة والإبداع،كان لابد من مواكبته إذاعيا.،وإن كان جوهر الفكرة في أصلها لم يتغير.!؟ برنامج”أوارن ذي رميزان”تجربة إذاعية أمازيغية،متميزة.! ملتقى شعري أسبوعي، يبث على أثير الإذاعة في الرباط،ويعاد بثه على أثير إذاعة ثيطاوين. تنافست فيه الناشئة من الشباب الصاعد فيما بينهم،واحتكوا بالشعراء الفطاحلة آنذاك،فصار البرنامج،بفضل مساهمة ورغبة الجميع،مدرسة تخرج منها شعراء وشاعرات..شعرهم يتلى في المنابر،ويدرس حاليا في الجامعات. إنها نوستالجيا..وذاكرة لجيل بأكمله.!؟ وتستمر التجربة….
(16) اجمل واسوء ذكرى في حياتك؟
(16) الذكرى الجميلة عندي لحظات سعيدة.! إحساسات آنية لا تثير النقع..أحياها كلما انهيت عملا أو واجبا،مهنيا كان أو أسريا،أو في إطار علاقاتي بالآخرين.. بعدها أظفر برضى النفس،وأشعر بفرحة جميلة تملأ وجداني.!! وبهذا الإحساس الجميل أحاول صرف،أو نسيان الأحداث والذكريات الصعبة.. كوفاة أبي عام 1996، ووفاة أمي هذا العام 2020..رحمات الله عليهما،وروضات الجنات.!!!
(17) كلمة اخيرة او شئ ترغب الحديث عنه؟
(17) وأختم كلامي باحترامي،وشكري للجميع..متمنيا النجاح والتألق لصديقي المبدع والإعلامي رضوان بن شيكار