أدى سحب ملف تعيين سفراء المغرب في الخارج، من يد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، إلى ورطة كبيرة قد تكلف الوزير المغربي الكثير، وتجعله يعيش أوضاعًا نفسية صعبة بعد رفض اللائحة التي اقترحها للعديد من السفارات المغربية في الخارج، سواء تلك التي بقيت شاغرة منذ مدة أو تلك التي طاولها التغيير، نتيجة اعتماده معايير الواسطة الحزبية والمحسوبية بدل الكفاءة والمهنية.وحسب ما ورد فى صحيفة النهار المغربية فإنه تمت مؤاخذة مزوار على لائحته لأنها تضمنت أسماء حزبية مقربة منه أو أراد “تصديرها” حتى لا تشكّل له متاعب في حزب الأحرار، في حين تم تغييب الكفاءات المهنية أو ما يسمى أبناء الدار، الذين تدرجوا في سلالم المسؤولية واكتسبوا الخبرات، مما خلق جوًا من القلق لدى الديبلوماسيين المغاربة. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من مزوار قولها إن الأخير وقع في ورطة خطيرة قد تكلفه الكثير، حيث تعرف الوزارة احتجاجات خريجي الأكاديمية المغربية للدراسات الديبلوماسية التي تخرج منها أول فوج يوم 19 كانون الثاني يناير 2012، وما زالت هذه الفئة تعيش وضعًا غير واضح، وقامت الوزارة بإخفاء أسماء العواصم التي تسمى عواصم المحظوظين، ويقوم هؤلاء بملء استمارة تتضمن ثلاثة خيارات، لكن مصالح الوزارة أخفت عواصم معينة من الخريطة، وهي الرياض والكويت وعمان وليما وكذلك منظمة اليونسكو. وتعيش البعثات الديبلوماسية المغربية في الخارج حالة توتر لم تعرفها من قبل، وحسب مصادر من وزارة الخارجية فإن مزوار الوزير الوصي على القطاع هو الذي تسبب في هذه الضجة، نتيجة قيامه بتصرفات لم تراع حاجات البعثات في الخارج، بل خضعت الوزارة لاعتبارات تهم مزوار وحده. ففي الوقت الذي كانت تنتظر فيه البعثات الديبلوماسية الاستجابة لمطالبها المتكررة منذ وصول مزوار لرئاسة الديبلوماسية المغربية، والمتمثلة في زيادة عدد الموظفين، لا سيما في بعض البعثات التي تشهد اكتظاظًا بسبب قلة العاملين، قرر مزوار الزيادة في أجور 18 ديبلوماسيًا من بعثات مختلفة، وقرار الزيادة موجود في مكتب وزير الاقتصاد والمال محمد بوسعيد ، ينتظر التوقيع عليه. و شكّل هذا القرار حال من التوتر داخل السفارات والقنصليات المغربية، التي كانت تطالب بالزيادة في عدد الموظفين، فالسفارة المغربية في إيطاليا وحدها، كانت تطالب بثمانية موظفين زيادة نظرًا إلى توافد عدد كبير من الجالية المغربية على مصالحها، مما يجعل العدد الحالي لا يفي بالغرض، وبدل ذلك استجاب مزوار بطريقة أخرى حيث منحها موظفين اثنين زيادة فقط. وهناك العديد من البعثات ولاسيما تلك التي توجد في بلدان فيها عدد كبير من الجالية المغربية في الخارج، كلها شبيهة بوضع السفارة المغربية في إيطاليا وكلها وضعت طلبات زيادة في عدد الموظفين ولكن من دون جدوى