التحويلات المالية ليست دائما إيجابية
الأستاذ الجامعي المغربي في فرنسا جمال بويور دعا في كلمته إلى ضرورة تبني نظرة جديدة في العلاقة مغاربة العالم، تأخذ بعين الاعتبار إسهامهم في بلدهم الاصلي وكذا في دول الإقامة.
مداخلة بويور ركزت على تأثيرات التحويلات المالية للمهاجرين على الدول التي تستقبلها، حيث أكد أن التحويلات المرتفعة لا تعني بالضرورة انعاكاسا إيجابيا على اقتصاد البلد الذي يستقبلها، بل تظهر الدراسات أن تاثير التحويلات المرتفعة يكون غير موجود او يكون سلبيا.
وبالنسبة للمغرب فيرى بويور أن مستوى التحويلات الذي لا يتعدى سبعة ملايير دولار يبقى جيدا، حيث يوثر بشكل إيجابي على القدرة الشرائية ويخلق استقرار هذه التحويلات توازنا اقتصاديا، وهو ما يستعد ايضا على وضع التوقعات المالية وجلب الاستثمارات، ويعطي صورة جيدة عن النظام البنكي الوطني على الصعيد العالمي.
مايير: المغرب نموذج جيد في تدبير جاليته بالخارج
أما الباحث الفرنسي جون باتيست مايير فقد نوه خلال مداختله بمجهودات المغرب في تدبير ملف الهجرة والذي أصبح يضرب به المثال، خصوصا في الجزائر حيث يشتغل، في كل ما له علاقة بالتجارب الجيدة في تدبير الجاليات في الخارج، كما يأخذه الباحثون على الصعيد العالمي كنموذج ناجح في الاستفادة من كفاءاته في الخارج إلى جانب كل من المكسيك والصين.
وبعد أن قدم جردا تاريخيا لظهور الاهتمام بمسألة الهجرة والتنمية وبالرأسمال البشري في الخارج على الصعيد العالمي منذ مؤتمر جونيف الذي نظمته منظمة الهجرة في 2014، حذر الأستاذ الجامعي من الإشكاليات التي أصبحت تواجه هذا التوجه والمرتبطة أساسا بتنامي تيارات اليمين المتطرف والتيارات الحمائية التي تسعى إلى الانغلاق والحد من الهجرة سواء في أوروبا أو في امريكا.
ودعا نفس المتدخل إلى تعزيز حكامة الهجرة وأيضا إشراك المهاجرين في الحكامة سواء على مستوى استعمال التحويلات وإنشاء المقاولات أو المساهمة الثقافية.
ضرورة الاهتمام بالاختلافات المجالية في سياسات التنمية
من جانبها قدمت الباحثة والفاعلية الجمعوية عواطف الفقير تجربة فريدة في التنمية التضامنية وهي تجربة جمعية “هجرة وتنمية” وإسهام الجالية في منطقة سوس ماسة.
كما سلطت الضوء على المشاريع المنجزة في هذا الإطار وانخراط الجمعية المغربية الفرنسية في ربط جسور التواصل بين
الجماعات الترابية المغربية ومغاربة العالم ومرافقة مشاريع للحصول على تمويلات من أجل تنفيذ المشاريع، قبل أن تتوقف على تجربتها الشخصية كمهاجرة مزدوجة الانتماء وانخراطها بشكل فعال في مشاريع التنمية في بلدها الأصلي، مبرزة أن مناطق المغرب لها درجات مختلفة في التنمية بين جهات عريقة في مجال الهجرة والتنمية واخرى أقل استفادة، “وهو ما يجب أخذه بعين بالاعتبار في سياسات الهجرة الوطنية في علاقتها بالتنمية”.
أي دور للمراكز الجهوية للاستثمار ؟
وللحديث عن السياسات الوطنية في مجال الهجرة خصوصا في شقها الاستثماري، عرض مدير المركز الجهوي للاستثمار بفاس بولمان، رشيد لعوين، أبرز التحفيزات التي سطرها المغرب لتشجيع استثمارات وكذا الأدوار التي تلبها المراكز الجهوية للاستثمار لمرافقة المشاريع.
وعرج لعوين على اللقاءات المفتوحة التي تنظم بشكل سنوي في جميع الجهات بحضور جميع الموسسات المعنية، وكذا
إنشاء شباكين وحيدين لخلق المقاولات وللاستثمار ، مؤكدا على أن عدد المقارلات التي خلقها مغاربة العالم في جهة فاس بولمان في الفترة الأخيرة وصل إلى 200 مقاولة.
كما أبرز ذات المتدخل الامكانات المهمة المرصودة لمرافقة المشاريع الاستثمارية لمغاربة العالم مثل صندوق مغاربة العالم الذي يمكن هؤلاء من الاستقادة من تمويل لعشرة في المائة في المشاريع في حدود خمسة ملايين درهم بعد الاستجابة لعدد من الشروط.
عواطف خلوقي والمقاولة الاجتماعية
ولكي تكتمل صورة إسهام مغاربة العالم في تنمية بلدهم الأصلي قدمت المنتجة السمعية البصرية المنحدرة من الجيل الثاني من الهجرة المغربية بفرنسا عواطف خلوقي، تجربتها الذاتية كمهاجرة اختارت مشاركة تجربتها المقاولاتية مع وطنها الأم.
واستقرت عواطف خلوقي في الدار البيضاء حيث انشأت شركة للانتاج وإعداد المحتوى السمعي البصري، تجمع بين الحس المقاولاتي والانخراط الاجتماعي بالتركيز على قصص للنساء المغربيات في المناطق النائية، ولا تخفي اعتزازها بكونها مقاولة اجتماعية ساهمت في خلق لجنة للمقاولة الاجتماعية في الاتحاد العام لمقاولات المغرب.