في سنة 1884 وبموجب اتفاقية برلين تم تقسيم الدول الافريقية بين الدول الاستعمارية , وكانت الصحراء المغربية من نصيب الاسبان التي حاولت السيطرة عليها رغم المقاومة الشرصة لجيش التحرير المغربي آنذاك , وفي سنة 1975 نظم المغرب مسيرة خضراء في عهد الملك الحسن الثاني رحمه الله , حيث تم استرجاع الصحراء المغربية من يد الاسبان بصفة نهائية .
الشعب المغربي يؤمن أن استرجاع الصحراء رهين باسترجاع مجد قوي يشهد له العالم من خلال الفتح الاندلسي الذي يرجع فيه الفضل الى رجل دخل التاريخ من بابه الواسع اٍسمه يوسف ابن تاشفين , وهو مفخرة وعزة وسؤدد يجب اٍحيائها من جديد, اٍلا أنه تكونت جبهة تسمى بالبوليزاريو من أبناء المنطقة المحررة تطالب بالاستقلال الذاتي في الاراضي المسترجعة .
ونظرا لسيطرة المغرب ميدانيا على الاراضي الصحراوية , خرجت الجبهة ومعها بعض المغاربة الصحراويين الذين غرر بهم اٍلى ما وراء الحدود المغربية , وبالضبط عند مدينة تندوف الجزائرية لتستقر هناك في مخيمات تقليدية .
الصحراوييون المغاربة القاطنين بمخيمات تندوف لا يعيشون أحسن من الصحراويون المغاربة في المناطق الجنوبية المغربية . حيث يستحوذون على قسط وافر من الاهتمام والبنيات التحتية , مقارنة مع ما تركه الاستعمار الاسباني , ومقارنة مع البنيات التحتية المتواجدة في الاقاليم المغربية الاخرى .
لقد كان من البديهي أن يتحرك الشباب الصحراوي الذي ذاق ذرعا من العيش فوق أرض ليست بأرضه, ولا أرض أجداده , في مخيمات تنعدم فيها جميع ضروريات الحياة كالمرافق الصحية والمدارس والجامعات والمستشفيات والشوارع والازقة وكل ما يؤثث لمجتمع حضاري يليق بتطلعات الشباب الصحراوي الذي لم يعد يقوى على العيش بالاعانات الدولية لمدة ناهزت 40 سنة .
من المؤشرات الاولى التي دفعت الشباب الصحراوي الى الانتفاضة هو فقدان الامل في الحياة , ولعمري لهو أشد وطئأ من أي مصيبة أو وبال عضال , لان الانسان حينما يفقد الامل في العيش يفقد كل شيئ وبسرعة , السبب الثاني هو النخبة المحظوظة التي تشرف على سير جبهة البوليزاريو والتي لا تتغير ولا تغير , طبعا بالحلول الانسانية التي توافق متطلبات الساكنة , وكما شرحنا في مقال سابق بأن الصحراويين المغاربة هم محتجزيين بالقوة , وليسوا لاجئيين أو منفيين , ولو كانت هناك حرية التنقل جائزة ومسموحة لما بقي صحراوي واحد في المخيمات .
طبعا الوجهة المحببة لدى المحتجزيين هي أرض آبائهم وأجدادهم ومن سبقهم , الصحراء المغربية حيث ينعم مواطنوها ببنيات تحتية تفوق في بعض الحالات أقاليم كثيرة في المغرب .
من غير المستبعد أن يتأجج الوضع الراهن بسبب الخناق المضروب على سكان المخيمات , خاصة أن الدول المانحة تعرضت للازمة الاقتصادية العالمية , وهو ما جعل المساعدات في تراجع مستمر , علاوة على الفترة العصيبة التي تمر الدولة الحاضنة – الجزائر –
على المغرب أن يهتم أكثر بتحريك هذا الملف الشائك , والذي طال أمده أكثر من اللازم , ونحن بدورنا كمرصد لمؤازرة القضايا الوطنية الكبرى في الرابطة الدولية للاعلاميين المغاربة والدبلوماسية الموازية سوف لن ندخر جدا في الدفاع المستميث حتى يتم تحرير هؤلاء المحتجزيين في مخيمات تندوف الواقعة فوق التراب الجزائري بأسرع وقت .
,أملنا هذه المرة أن تتدخل منظمة هيئة الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان لمعاينة أحوال هؤلاء المستضعفيين , حتى يتم السماح لهم بزيارة أقاربهم في الاقاليم الجنوبية المغربية بدون شرط أو قيد