عندما نتحدث عن منع العرض او تأخره داخل الوطن فغالبا ما نرجح الأمر الى عوامل مادية او تنظيمية لكن مسرحية “الحكرة” التي كانت ستعرض مساء اليوم في مدينة لييج البلجيكية بدعم من وزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة والتي حُجزت من أجلها القاعة قبل أسابيع وبِيعت التذاكر لحضورها منذ الاعلان عن العرض يبدو أنها تعرضت للقهر الممنهج بدءً من عدم حصول الفريق المسرحي المكون من أربعة أشخاص على التأشيرة، ثم إهمال الوزارة الشريكة والداعمة لدورها في تسهيل وتسريع اجراءات سفرهم من المغرب نحو بلجيكا، وليس أخيرا غياب دور السفارة ووزارة الثقافة المغربية.
“الحكرة” مسرحية تتحدث عن القهر في ظل شعارات الديموقراطية والكرامة والعدل الذي تتشدق به المؤسسات والوزارات، كما تحاول كاتبة النص المسرحي “بديعة الراضي” أن تُبلغ رسالة وهي الأهم عن الوقوف والصمود في وجه هذا القهر والتخلص منه، وقد سبق لموقع الجالية أن نشر لمحة عن موضوعها في انتظار عرضها، لكنها تعرضت للقمع والاهمال ومنع او تأخير العرض (قبل العرض).
والسؤال الذي يُطرح وبقوة هو إلى متى يستمر الحصار على الاعمال الفنية الجادة والهادفة في المقابل يرخص للأعمال الرديئة وتحجز لها القاعات والقنوات الوطنية؟!
ثم ماهو دور الوزارة الشريكة في عرض المسرحية وكيف تبرر للمتتبع المغربي والعربي القاطن في بلجيكا والمهتم بالفن المسرحي عن الموعد الذي ضُرب عرض الحائط في دولة تضرب للمواعيد ألف حساب؟
ثم كيف تخدم وزارة الثقافة المغربية والسفارة الجالية المقيمة بالخارج؟
وما مصير التذاكر التي بِيعت والقاعة التي حُجزت؟ وكيف سيتم تعويض المتضررين من التذاكر؟