الشرادي محمد – أنفرس –

 

يخلد الشعب المغربي كل يوم 18 نوفمبر من كل سنة،ذكرى إستقلال المغرب،الذي إذا كان يتميز بشيئ فإنه كان يتميز بكونه يوما فارقا بين عهدين،و علينا أن نستحضره اليوم بكل ما تحمله كلمة الإستقلال في مدلولها العميق،و مدى تفاعلها في وجدان الشعب المغربي.

و إحتفاء بهذه الذكرى المجيدة و كعادتها،و بكثير من الفخر و الإعتزاز،خلدت سفارة المملكة المغربية ببلجيكا و ذوقية اللوكسمبورغ بتنسيق مع القنصلية العامة للمملكة المغربية بأنفرس،يوم السبت 18 نوفمبر 2017،الذكرى الثانية و الستين لإستقلال بلدنا،و ذلك بإحتفال بهيج بقاعة المؤتمرات أنتويرب إكسبو بمدينة أنفرس،حيث عرفت حضور كل من السادة محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا و ذوقية اللوكسمبورغ،سليم الحجومري قنصل المملكة المغربية بأنفرس،عبد الرحمان فياض قنصل المملكة المغربية ببروكسيل،و مجموعة مهمة من الشخصيات التي تنتمي لمجالات و ميادين متعددة.

الحفل البهيج أفتتح بكلمة ترحيبية للسيد القنصل العام للمملكة المغربية بأنفرس سليم الحجومري،رحب خلالها بالحاضرين،شاكراً إياهم على تلبيتهم دعوة الحضور للإحتفال بهاته الذكرى الغالية على كل المغاربة،ملتمساً من السيد السفير محمد عامر أن يبلغ السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس آيات الولاء و الإخلاص بإسمه و نيابة عن كافة أُطر القنصلية و الجالية المغربية المقيمة بالدائرة القنصلية أنفرس،مجددا إستعداد الجميع للدفاع عن الثوابت و المقدسات الوطنية.

بعدها تناول الكلمة السيد محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا و ذوقية اللوكسمبورغ،الذي رحب بالحاضرين لتخليد هاته المناسبة،التي نجعل من ذكرياتها محطات للعبرة و التعلم،و دروسا في الإيمان و الوطنية،و منارات نهتدي بها في مسيرتنا من أجل بناء الغد الأفضل بنفس الوطنية الصادقة،و النضال المستمر،و البطولة و الجهاد الذي قاد آباؤنا إلى الحرية و الإستقلال،سائرين على نهج الملك المجاهد محمد الخامس رحمه الله الذي عاد من منفاه و إنتهى من مرحلة التحرير لينهض مباشرة إلى الجهاد من أجل البناء و التعمير،و هي المرحلة التي إستكملها بعزم و إصرار رفيقه في الجهاد،فقيد المغرب الكبير جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه محرر الصحراء و باني المغرب الحديث،و قد واصل تلك المشاريع و الأعمال الكبرى نجله البار جلالة الملك محمد السادس نصره الله،معالجا ملفاتها برزانة و حكمة،مجاهدا من أجل الإصلاح و التجديد في التعليم و الأسرة،و ترسيخ الحريات العامة،و التضامن و التآزر الإجتماعي،و إعادة هيكلة الحقل الديني.

السيد السفير تطرق كذلك لتضحيات الشعب المغربي الأبي المشحون بالإيمان و الوطنية لم تخفه السجون و لم يثنه التقتيل و التنكيل،فإنطلق كرصاصة لا تقبل الرد و لا التحويل،لا يبغي عن الإستقلال بديلا،و لا عن الحرية مساومة،فكان النصر و كان الفتح العظيم لهذه الأمة التي ظن المستعمر أنه بقوته و جيوشه يوهن صوت الحق الذي أعلنه الشعب،و يبقى مستحوذا على الأرض و الخيرات،لكن أنى له ذلك و قد أبى الله و المؤمنون،ففتح أفواه مدافعه على المناضلين الأحرار،و العزل من الشيوخ و الأطفال،و أشرع أبواب السجون و المعتقلات،و سارع إلى النفي و التشريد،فطار صوابه و إستعجل نهايته،إذ لم يستطع الصمود أمام الحق و رجاله،و مواجهة الإيمان و الوطنية،إنها بحق ذكرى عظيمة و مناسبة جليلة نستحضر فيها الماضي برجاله الأوفياء،و مناضليه الأبرار و و طنييه الأحرار،و نعيش لحظة مع هذا الماضي المشرق لعلنا نستلهم منه قبسا من نور يعلم أبناءنا سبل الكفاح و النضال من أجل النجاح و بلوغ المرامي،و التشبث بالقيم و المبادئ و التحلي بالوطنية الصادقة.

الحفل تميز بعرض شريط و ثائقي تطرق لبعض المحطات و المراحل التاريخية التي عاشها المغرب قبل الإستقلال و بعد الإستقلال.

في الختام أقيمت حفلة شاي على شرف الحاضرين،الذين عبروا عن فرحتهم و غبطتهم للتنظيم الجيد الذي مرت فيه أطوار هذا الحفل البهيج.