وحضر افتتاح هذا المعرض المنظم بشراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج ومؤسسة ليلى العلوي ومؤسسة مسجد الحسن الثاني، عدد من أفراد أسرة الفقيدة ليلى العلوي، على رأسهم والدتها كريستين العلوي ووالدها عزيز العلوي، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الفنانين من مختلف المجالات كالتشكيل والفوتوغرافيا والسينما والموسيقى…
وبهذه المناسبة تلت كريستين العلوي بتأثر رسالة توصلت بها من أحد أصدقاء الفنانة الفوتوغرافية الراحلة التقاها في مخيم للاجئين السوريين حيث كانت ليلى العلوي تنجز أعمالا تعبر عن الوضع الهش والحياة الصعبة للاجئين في هذا المخيم.
« ليلى صورت حزن رجال ونساء تائهين في المخيم، وهو التزام غير مشروط منها وعزم لمواصلة الدفاع عنهم… لقد تركتينا أيتاما لكنك أعطيتينا قوة لإكمال الطريق والدفاع عن أولئك الذين ليس لهم غير رؤية الأفق والحلم بعالم أفضل… » تضيف الرسالة.
في نفس الاتجاه ذهبت كلمة يوسف حجي، مكلف بمهمة في مجلس الجالية المغربية بالخارج ومسير هذا الافتتاح، عندما أثنى على التزام الشهيدة ليلى العلوي بقضايا الإنسان وانحيازها إلى خدمة المقهورين والبسطاء ومن يعيشون في الهامش، مبرزا أهمية إقامة هذا المعرض في مسجد الحسن الثاني بالنظر لكون الراحلة كانت تحمل القيم الإنسانية النبيلة لجميع الديانات.
أما نائب رئيس مؤسسة ليلى العلوي، مصطفى إدبيهي، فلم يتمالك دموعه وهو يلقي كلمة أمام الحضور يتذكر فيها أخر لقاء له مع الراحلة في فرنسا من أجل مهمة نبيلة، وهي إنجاز عمل وثائقي حول العمال المغاربة والأجانب في معامل إحدى شركات السيارات الفرنسية، حيث عبرت بعد اطلاعها على شهادات العمال عن اعتزامها إنجاز أعمال وثائقية مماثلة تبرز معاناة عمال المناجم والتمييز الذي تعرضوا له، وكذا العمال المسنين في المساكن الجماعية في فرنسا…
« منذ البداية كانت مواضيع ليلى جريئة وتمس الفئات الهشة، فهي أول من انتبه لمعاناة المهاجرين الأفارقة في المغرب، وعملت على تأطيرهم في جمعية للدفاع عنهم، واشتغلت على معيش الشباب المرشح للهجرة غير الشرعية، لقد كان عطفها وحنانها ودفاعها عن البسطاء منقطع النظير »، يضيف مصطفى إدبيهي.
يذكر أن هذا المعرض المستمر إلى غاية 15 أكتوبر، يقدم أعمالا فوتغرافية للفنانة الراحلة تحت عنوان “مغاربة” وهي بورتريهات لشخوص من المجتمع المغربي التقطتها ليلى العلوي على امتداد التراب المغربي، إضافة إلى صور من ألبوم “باسطا” الذي يعرض معاناة الشباب المغربي الراغب في الهجرة عبر المتوسط والعوائق التي تضعها الحدود، وكلها اعمال تسائل هوية الإنسان وتبرز قيم العيش المشترك والتسامح سواء في المغرب او في الخارج.