بقلم : الشرادي محمد
في سابقة فريدة من نوعها إهتزت الساحة البلجيكية بداية الأسبوع الماضي ،على وقع فضيحة تشمئز منها الأنفس،تتمثل في كشف القناع عن مجموعة كبيرة من عمليات النصب و خيانة الأمانة التي قام بها إمام الصلوات الخمس بمسجد النصر بمدينة فيلفورد البلجيكية المحاذية لبروكسيل،المدعو آنس،الذي إستغل طيبوبة و سعة صدر و كرم جماعة مسجد النصر المشهود لهم بورعهم و حبهم للخير و مساعدة المحتاجين و الفقراء،حيث قام في بداية الأمر بطلب مبلغ مالي من إدارة المسجد مقداره 4750 أورو،ثم بعدها بدأ يصطاد فرائسه الذين إنطلت عليهم حيلة و مكر و خداع إمام أخر الزمان الكارثة المدعو آنس المراهق ،الذي بدأ يتذرع لكل ضحية بأسطوانة جديدة(كون والده على وشك الدخول للسجن بسبب شيك بدون رصيد بالمغرب ،أو والدته مريضة محتاجة لعملية جراحية تتطلب أموالاً طائلة….)،سيناريو السي آنس المراهق أفلح فيه ليس بسبب سذاجة جماعة مسجد النصر بفيلفورد،بل بإستغلاله لطيبوبتهم و فتحهم لكل الأبواب الموصدة في وجه المحتاجين.
حالة المراهق آنس تجعلنا نطرح ظاهرة جرأة و إقبال بعض المتهورين على إمامة المصلين دون أن تتوافر فيهم شروط الإمامة المنصوص عليها في السنة النبوية و الواردة في كتب أهل الفقه،حيث أن الإشكالية تتمثل في كون هؤلاء الأشخاص نفوسهم مريضة يتمظهرون برداء الدين،و يتقمصون شخصية المسلم الزاهد التقي الورع،و يعملون على تكريس هذا المظهر،لدى أوساط العامة و مثلهم الخاصة،و أنهم أهل الدين،و حراس الفضيلة،أو أنهم في أقل الأحوال هم من أصحاب الإلتزام الذي لا يقبل الحرام،لنجد أنفسنا في الأخير أمام صورة مفرطة من صور* التدين المظهري* الذي لا يتجاوز كونه جِلْباباً أو رداء لبسه كل من له غايات دنيئة،كالكذب و النصب و التدليس على الناس.
النابغة العلامة في فقه النصب و خيانة الأمانة السي آنس المراهق لجأ إلى حيل و مقالب ذكية و ماكرة،جعلته يكتسب بسرعة قياسية ثقة و طمأنينة ضحاياه من جماعة مسجد النصر بفيلفورد،الذين أصابتهم الدهشة و الإستغراب من هذا الحادث الغريب الذي عاشوه.
ما يجب أن يأخذه مسؤولي المساجد من الأن فصاعدا بعين الإعتبار،ليس هو صوت قراءة الإمام للقرأن فقط،بل يجب البحث و التنقيب عن حسن سيرته،سلوكه،تاريخه في الدين و العلم….
ضحايا إمام أخر الزمان النصاب آنس المراهق يقومون بإجراءاتهم القانونية لرفع دعاوي قضائية ضده ببلجيكا و بالمغرب بالمدينة التي يقطن فيها القنيطرة،لمطالبته بإرجاع المبالغ المالية التي نصب بها على جماعة مسجد النصر بمدينة فيلفورد البلجيكية و التي وصلت حسب أخر المعطيات المتوفرة لدينا لما يناهز 38.000 ألف يورو أي ما يعادل 40 مليون سنتيم بالعملة المغربية.
فضيحة السي آنس المراهق التي أزكمت روائحها النتنة النفوس،تنطبق عليها المقولة المغربية المأثورة:* لْفْقِيْهْ اللِّيْ كْنَّا كَنْتْسْنَّاوْ بَرَكْتُو دْخْلْ لِلْجَامْعْ بَبْلْغْتُو*.
ملاحظة مهمة : هذا رابط لجريدة بلجيكية واسعة الإنتشار ببلجيكا تطرقت لهذا الموضوع في عددها الصادر يوم السبت 15 أبريل 2017
http://m.hln.be/nieuws/buitenland/islam/imam-weg-met-28-000-euro-voor-goede-doel~a8fdca0b/