نظم المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، يوم الخميس 26 يناير 2017 بمدينة بروكسل، يوما دراسيا حول موضوع ” تدريس اللغة العربية في أوروبا : الواقع والآفاق “.
ويأتي تنظيم المجلس لهذا اللقاء بغرض الإسهام في تقييم الحصيلة التي انتهى إليها تدريس اللغة العربية والوقوف عند الآثار التي خلفته في تشكيل شخصية الأجيال الناشئة في السياق الأوروبي.
افتتح اللقاء رئيس المجلس السيد الطاهر التجكاني الذي أشار في كلمته إلى المكانة التي أضحت تحظى بها اللغة العربية بين لغات العالم، كما أكد على الدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه في بناء الهوية الدينية للمسلمين في أوروبا وتحصينها .
ثم تناول الكلمة السيد خالد حاجي الكاتب العام للمجلس مبرزا الأهمية الكبرى لهذا الموضوع، مشيرا إلى وجود رأيين متباينين بخصوص تدريس اللغة العربية اليوم، رأي يؤكد على ربط تدريس اللغة العربية بالتنشئة الدينية، وآخر يرى ضرورة الفصل بين اللغة العربية وتلقين المبادئ الدينية.
ثم انطلقت أشغال اليوم الدراسي بمشاركة نخبة من الخبراء والفاعلين في مجال تدريس اللغة العربية في أوروبا، مثلوا تجارب متنوعة من ألمانيا وبلجيكا وهولندا وفرنسا.
خصصت الجلسة الأولى لتشخيص وتوصيف واقع تدريس اللغة العربية، حيث تناول المتدخلون بالتحليل والنقاش مختلف القضايا والمشكلات التي يعرفها هذا المجال سواء على مستوى البنية التي توفرها المساجد والجمعيات وما يترتب عنها من تجاذبات وإكراهات في علاقة الطاقم الإداري والتربوي بإدارة تلك المؤسسات، أو على مستوى مكونات المنظومة التعليمية من معلمين وتلاميذ ومناهج.
أما الجلسة الثانية فقد تناول خلالها المتدخلون آفاق تدريس اللغة العربية، حيث خلصوا إلى مجموعة من النتائج والتوصيات الكفيلة بالنهوض بهذا المجال الحيوي من خلال تعزيز مؤهلاته البيداغوجية واعتماده لمناهج تتلاءم والسياق الثقافي المتنوع الذي يعيش فيه مسلمو أوروبا.
وفي ختام اللقاء ثمن كل المشاركين هذه المبادرة معتبرين إياها عملا رائدا يستلزم الاهتمام والمتابعة آملين أن تتكرر مثل هذه اللقاءات النوعية بشكل دوري.