لا يختلف اٍثنان بأن أي دولة في العالم لها مشاكل من نوع خاص , ولا يفترق ثلاثة بأن هذه المشاكل ومهما كان حجمها يتم معالجتها ولو جزئيا , اٍما بطريقة بطيئة أو سريعة , وهناك من المشاكل من يتم معالجتها على مراحل لصعوبتها من جهة ,ولجس نبض رد الفعل لدى الرأي العام من جهة ثانية .
بلد المغرب والحمد لله لم ينزلق مع ثيارات الربيع العربي بشكل عام , لان ما آلت اليه الاوضاع في الدول التي نالها الربيع العربي من فوضى وتشريد وانقسام وضمار وعدم الاستقرار وتراجع ظاهر على جميع المستويات , يرسخ الفكرة أكثر أن المجتمعات العربية قابلة للاختراق في أي وقت وبدون مقاومة تذكر .
المغرب له نظام ملكي , وهي مرجعية كبيرة ومهمة لتجاوز فكرة الوصول الى كرسي الحكم , لان ذالك هو سر التطاحن الذي يدور في المواطن التي عرفت الربيع العربي بين طوائف وأحزاب ومذاهب وفرق .
لكن , هذا لا يعني أن المغرب ليس لديهم مشاكل , بل بالعكس , موقعه الجغرافي المتميز في شمال اٍفريقيا , وتموضعه كنقطة عبور بين اروبا واٍفريقيا , ومحاذاته للمحيط الاطلسي من جهة الغرب , و بلدان الساحل الافريقي من الجنوب , ودولة الجزائر من الجهة الشرقية , تجعل من مهمة مراقبة الحدود عمل مضني وشاق ومكلف باستمرار.
وهو ما يعني بخلاصة , أن هناك حراسة الحدود وحمايتها من سفن الصيد البحري التي تدخل المياه الاقليمية بدون ترخيص , وهناك مراقبة مهاجرو بلدان الساحل الافريقي من الجهة الجنوبية والشمالية , وهناك مراقبة قوافل السلع المهربة على الحدود المغربية الجزائرية , وهناك ما يسمى بجبهة البوليزاريو التي تنشط في أروبا , وتارة من داخل المغرب , خاصة في المناطق الصحراوية الجنوبية بواسطة المتعاطفين مع الجبهة .
كانت هذه الخلاصة هي حصيلة ما يجري بداخل المغرب , أما بخارجه , وكما كتبنا غير ما مرة , هناك خمسة ملايين تقريبا من المغاربة مبثوثين في خمس قارات , طبعا منهم عمال وطلبة ومثقفين وكفاءات عالية في ميادين مختلفة بما فيها الاعلام .
كوجهة نظر شخصية , وليست أول مرة نكتب عنها , نطرح من جديد مشروع اٍعلامي عالمي لمؤازرة الوضع السياسي المتشابك , وذالك باٍنشاء قناة مغاربة العالم بلغات مختلفة بالصوت والصورة .
مع العلم أن الاعلام اليوم يمثل القوة والهيمنة والتفوق والاحتواء والمواكبة والتطور والاستثمار و…
اٍنه الحلم الذي يمكن أن يصبح حقيقة , وأي حقيقة ياترى , لو فطن القائمون على مزايا هذه المشاريع التي تهتم بصقل مواهب الكفاءات واستغلالها ومكافئتها , واٍشراكها في تفعيل الدبلوماسية الموازية التي ما فتئت مراكز القرار ترددها وتعمل على تفعيلها في أوساط الجالية المغربية التي تقيم خارج الوطن .
الاعلام المرئي هو السلاح الدبلوماسي الذي يفوق أي يتصور , خاصة في الوقت الراهن حيث أضحت الصورة المتحركة هي سيد الموقف بدون منازع . ولنا في قوة وهيمنة القنوات الكبرى خير دليل لما وصلت اليه من نتائج اٍيجابية في ظروف وجيزة .
المشاريع كيفما كانت تبدأ فوق الورقة تم تنتقل الى الدراسة , وبعدها تخرج الى التطبيق , وغالبية المشاريع تحتار حينما تصل الى نقطة المادة الخامة , أو بعبارة أخرى , طاقم المشروع الذي من خلاله يمكن تحقيق الهدف بدون عناء وبدون أدمغة أجنبية .
الجالية المغربية والحمد لله , لها من المؤهلات السياسية والثقافية والاعلامية والتقنية والفكرية و… ما يكفي ويزيد , سواء من الرجال أو النساء , لكن كما سبق أن ذكرت فاٍذا لم تصل الفكرة وتضرب بقوة في عقلية أصحاب القرارات العليا , فاٍن هذا المشروع وغيره من الاقتراحات , تبقى مجرد غزعبلات و أحلام يقضة .