نبيل زياد
اليوم، تعرضت الدبلوماسية المغربية لهزيمة مفاجئة على صعيد أجهزة الاتحاد الإفريقي، حيث فشلت مرشحتها لطيفة أخرباش في الفوز بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أمام مرشحة الجزائر، سلمى مليكة حدادي. على الرغم من سبع جولات من التصويت، انتهت المنافسة لصالح الجزائر، ما يثير تساؤلات عن الاختيارات الدبلوماسية المغربية في هذا الصراع الحاد.
لطيفة أخرباش، التي تشغل منصب رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في المغرب وهو منصب يمكن اعتباره “داخلي”، لم تكن مرشحة مؤثرة بما فيه الكفاية في الأوساط القارية والإفريقية. فمسيرتها المهنية، رغم أنها متميزة على الصعيد المحلي (سفيرة في بلغاريا وتونس، وكاتبة دولة في الخارجية)، لم تمنحها الحضور السياسي أو النفوذ على الساحة الإفريقية، ما جعلها تجد صعوبة في إقناع الأفارقة بجدارتها لهذا المنصب.
من ناحية أخرى، تقدم الجزائر مرشحتها، سلمى مليكة حدادي، وهي سفيرة بلادها لدى إثيوبيا وممثلة دائمة لدى الاتحاد الإفريقي. دورها البارز في إثيوبيا والاتحاد الإفريقي منحها قيمة مضافة قوية ساعدت في كسب أصوات الأفارقة في هذا التنافس.
اللوم اليوم موجه إلى الدبلوماسية المغربية، وعلى رأسها ناصر بوريطة، الذي يبدوا أنه عاشر السياسيين المغاربة أكثر من 40 يوما وأصبح منهم، حيث تجاهل الكفاءات الوطنية القادرة على تمثيل البلاد في مثل هذه المناصب، وفضلت ترشيح شخصيات لا تمتلك التأثير المطلوب على الساحة الإفريقية، شأنه شأن إختيارات أخنوش، التي صبت في دلو الأقارب والخدم..
السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى سيستمر تجاهل الشخصيات والكفاءات الوطنية لصالح المحظوظين من ذوي القربى؟