الجالية24
قال الوكيل العام بسطات أحمد المصموكي خلال في افتتاح السنة القضائية 2025 ،إن التطور النوعي الذي عرفته الجريمة في السنوات الأخيرة سواء من حيث خطورة الأفعال المرتكبة أو الوسائل المستعملة فيها أو طبيعة الأشخاص الذين يقترفونها، وجرأتهم على القائمين على المؤسسات، وما لذلك من انعكاس على طمأنينة وسكينة المواطن والمجتمع فرض على كل الجهات الساهرة على إنفاذ القانون التصدي لكافة هذه المظاهر بهدف الحفاظ على أمن وسلامة الأشخاص وحماية ممتلكاتهم.
صحيح أن تألق السياسة الجنائية في مختلف أدوارها لم يبلغ مداه، في غياب مشاركة قطاعات أخرى، ستطيع معها نقل إشكالية الجريمة والمجرم إلى قطاعات المجتمع المدني بكل أطيافه وإشراكه بشكل مسؤول.
ذلك، أن الالتفات إلى الدور التربوي والتوعوي أصبح ضرورة ملحة، لتجنيب نزيف الإنفاق المادي والمعنوي للدولة في مفهومها العام.
وشاهده استفحال الظواهر الإجرامية وانتشارها وبروز أشكال جديدة من الجريمة، اندرست معه القيم والاخلاق في تأثير وتآثر بالانفكاك الاسري والترابط الاجتماعي. لذلك، فمواجهة الجريمة والمجرم لن تفيد بالوسائل الكلاسيكية ولو مع توظيف أدوات تقنية حديثة، كونها مواجهة معزولة.
وكمسح للظواهر الإجرامية نقف بشكل مقلق على انتشار مخدر البوفا من عصابات إجرامية توفرها في مقابل متعاطين ضحايا سقطوا في شراك الإدمان القاتل وما يترتب عنه من قتل وسرقات واغتصاب وابتزاز، شكل تحول معه الضحية إلى مجرم أحيانا.
فضلا عن تزايد وخطورة جرائم تقليدية معينة، كجرائم الشارع مثل اعتراض سبيل الغير والاعتداء بالسلاح بقصد السرقة والترويع، والاختطاف والاحتجاز والاغتصاب، بحيث أصبحت ظواهر متكررة.
أما عن النيابات العامة لدى المحاكم الابتدائية فلا زالت الجرائم التقليدية طاغية مثل جرائم الاعتداء على الأشخاص وتجارة المخدرات بأنواعها والسرقات، وانتزاع حيازة عقار وجرائم النصب والشيك، كما برزت جرائم تتعلق بالإعلام الرقمي بشكل مزعج أساء إلى المؤسسات والأسر والأفراد.
فالإعلام الرقمي، مع تدفق المعلومات بإيقاع سريع وحرية تبادلها بعيدا عن أي رقابة مطلقة، هو إحدى سمات العولمة، إلا أنه تطور دراماتيكي يؤثر على أعماق المجتمعات الحديثة ويؤدي إلى صدامات ومشاكل، ومركزية العلاقة أصبحت تتطلب منا بعض التأمل والتفكير.
فتبادل المعلومات على نطاق واسع مع خاصية التفاعل، بالمساهمة والإعجاب أو الرفض أو تقديم رأي، بجانب إثارة المشاعر جعل من الصعب احتواؤها، على خلاف الإعلام الكلاسيكي الذي كان يحكمه صدق المحتوى.
والإعلام الرقمي الجديد من انترنيت وفايسبوك ومنصات رقمية يعطي خاصية التفاعل ويطرح تحديات كبيرة وازدواجية، ويمنح للمشاهد أو القارئ أو المتتبع إمكانية المساهمة في المحتوى إما بالرفض أو بإبداء الرأي أو حتى بتقديم محتوى معين.