الجالية24
يبدو أن السلطات المحلية بأولاد أمراح التابعة إدارياً لإقليم سطات اختارت التخلي عن واجبها وممارسة حياد سلبي تجاه ظاهرة احتلال الملك العمومي.
وفي هذا الصدد أفادت مصادر مطلعة، ان أرباب المحلات والمقاهي أصبحوا يحتلون الأرصفة والفضاءات العامة في ظل صمت السلطات المحلية مما جعل ساكنة اولاد أمراح تعيش جميع أنواع مظاهر الفوضى و»السيبة»، بسبب حمى احتلال الملك العمومي التي أصابت أرباب المحلات والمقاهي ، إذ حولوا المنطقة إلى عاصمة لاحتلال الفضاءات المشتركة للمواطنين، وهو ما أدى إلى احتقان في أوساط السكان.
اولاد أمراح لم تعش وضعية من الفوضى والصخب، وصفها مواطنون غاضبون ب«السيبة» أشبه بتلك التي تعيش فيها الآن، إذ يبدو أن المجلس البلدي وجميع المصالح المعنية بالمنطقة استقالت من مهماتها، وتخلت عن واجباتها بترك المدينة وفضاءاتها بيد المتعاطين لجميع أنواع الأنشطة التجارية، القانونية أو غيرها، وأصحاب العربات المجرورة أو المدفوعة وأصحاب المقاهي.
والغريب في الأمر أن جل المحتلين للملك العمومي لا يمتلكون سندا قانونيا، خاصة أن العديد من حالات الاحتلال تتم على حساب ممرات الراجلين المؤطرة بمقتضى الظهير الصادر في 19 يناير 1953 المتعلق بالمحافظة على الطرق العمومية، إذ نص الظهير على ضرورة تجهيز الطرقات بأرصفة أو ممرات خاصة باستعمال الراجلين، التي يتعين على هؤلاء استعمالها، ويدخل ذلك في إطار حرية استعمال الطرق العمومية، إذ اعتبر القانون أن حرية التجول على الأرجل تدخل في إطار ممارسة حرية عامة أساسية لا يمكن الحد منها بصفة مطلقة، ولكن يمكن تنظيمها بهدف حماية المستعملين، ولهذا الغرض خصصت للراجلين داخل المدن ممرات خاصة للسير والجولان. لكن السلطات المحلية تتقاعس عن فرض احترام هذا الحق الذي أصبح يشكل خطرا على سلامة المواطنين.