يوسف لمراحي
قضت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، أخيرا، بمؤاخذة عامل بناء، وحكمت عليه بـ20 سنة سجنا، بعد متابعته في حالة اعتقال من قبل قاضي التحقيق بجناية الضرب والجرح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه، وجنحة المشاركة في الخيانة الزوجية، فيما أدينت خليلته المتزوجة بـ15 سنة سجنا، من أجل المشاركة في جناية الضرب والجرح المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه وجنحة الخيانة الزوجية.
وتعود وقائع الجريمة، التي راح ضحتيها متزوج أب لطفلين، إلى فاتح ماي الماضي، عندما تلقت عناصر الدرك الملكي بأزمور مكالمة هاتفية من قاعة المواصلات لشرطة الجديدة مفادها أن شخصا وصل إلى مستشفى محمد الخامس في حالة حرجة جراء تعرضه لاعتداء بالسلاح الأبيض، وأنه بعد خضوعه للعلاج، فارق الحياة متأثرا بجروحه.
وأشعرت النيابة العامة باستئنافية الجديدة بوفاة الضحية، فأمرت الضابطة القضائية بتعميق البحث وإيقاف الجاني أو الجناة المتورطين في جريمة القتل. واستهل البحث بالاستماع إلى والدة الهالك، فصرحت أنه يوم الواقعة في حدود الساعة الثالثة زوالا، بينما كانت على جنبات الطريق الرئيسية التي تؤدي إلى منطقة مصور راسو، لبيع النعناع ولبن الأبقار والبيض، مر أمامها شابان على متن دراجة نارية قادمين من اتجاه أزمور، فترجل أحدهما من الدراجة وتوجه نحوها، بالمناداة على ابنها الهالك، فردت عليه أنها لا تعرف مكان وجوده، فأمرت حفيدها الذي كان معها، بمرافقة الشخص إلى المنزل وإخبار والده بالأمر.
وبعد دقائق قليلة، أكدت أم الضحية، أن الشخصين مرا من أمامها على متن دراجتهما النارية وسلكا طريق أزمور،قبل أن تتفاجأ بزوجة ابنها الثاني تشير إليها وتصرخ بأن شخصين أتيا إلى المنزل واعتديا على ابنها الضحية وانصرفا، ولما هرولت إلى المنزل وجدت ابنها مضرجا في الدماء ويئن من شدة الألم، لتسارع بنقله إلى المستشفى، وبعد أذان المغرب أخبرها الطاقم الطبي أنه فارق الحياة.
ومواكبة للبحث، تم التركيز على المكالمات التي تلقاها الضحية، المتزامنة مع وقت ارتكاب الجريمة، وتحديد هوية المتصلين، فتم التوصل إلى هوية امرأة لها يد خفية وراء الجريمة، وأثناء مواجهتها بعلاقتها بالقتيل، انهارت واعترفت بالحقيقة أنها على علاقة غير شرعية بأحد الجناة رغم أنها متزوجة، وأن سبب تخطيطها قتل الضحية بتنسيق مع خليلها، يعود إلى أن الهالك ابن عمة زوجها وكان يلاحق خطواتها ويتغزل بها بدورها وأنها لم تكن تقبل ذلك.
وأضافت المتهمة أن عبارات التحرش وصلت إلى مسامع خليلها بعدما أخبرته بتفاصيل ما تعانيه، فأكد لها أنه سيضع حدا لتحرشاته بعدما زودته بمعلومات عن مكان وجوده، وهو ما تم بالفعل.
وخلال الاستماع إلى الجاني أكد تصريحات خليلته موضحا أنه كان لا ينوي قتل الضحية الذي حاول بداية الاعتداء عليه بسكين، فالتقط قطعة من زجاج قنينة، وطعنه في فخذه.