مراسلة من خنيفرة لحطاب سعيد
ساكنة تاونزا جماعة سيدي يحيى وساعد تعاني من اجتفاف آبارها ونقصان مياهها الجوفية بسبب موجة الجفاف التي تكثفت في السنوات الأخيرة وتسببت في نضوب العديد من العيون والآبار ،الى درجة اصبح فيها الحصول على كوب ماء في بعض الاحيان عند هذه الساكنة ، أصعب من الحصول على كوب من الذهب، حيث يضطر العديد منهم يوميًا لقطع كيلومترات كثيرة، في درجة حرارة مرتفعة للغاية، من أجل الوصول لأقرب بئر مياه يمكن الوصول إليه من منطقتهم، بغية إطفاء لهيب العطش، وغسل الأواني، وأحيانًا الاستحمام، إذا ما استطاعوا من توفر كمية كبيرة من الماء.
وهو الامر الذي نستشفه من تصريح الذي أدلت به السيدة حادة ربة بيت تبلغ من العمر 45 سنة لجريدتنا بقولها “نقطع ما يقارب أربع كيلومترات على الدواب للوصول لأقرب بئر مياه من أجل السقي، معانتنا تتضاعف مرارا وتكرارا في فصل الشتاء حيث الثلوج لا تسمح لنا للوصول الى البئر فنكتفي فقط بإذابة الثلوج لغسل الاواني وسقي الاغنام والبهائم ،أما الاستحمام في الشتاء يصبح مجرد حلما بالنسبة لي ولأطفالي” .
أما السيد حماد أحد سكان هذه المنطقة فقد إكتفى بقوله” الحصول على شربة ماء تتحول إلى قطعة عذاب في غالب الاحيان، مضيفا نضع ثوبًا لونه أبيض على الإناء من أجل تطهير المياه وتصفيتها».
وقد سبق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في هذا الشأن أن حذر من أزمة الماء، وأعطى توجيهاته وتعليماته للمسؤولين لتشكيل خلية لمعالجة الوضع وتوفير الماء الصالح للشرب للجميع .
لكن رغم ذلك فإن بعض المناطق القروية المغربية كمنطقة تاونزا جماعة سيدي يحيى وساعد اقليم خنيفرة لازالت مهددة بشبح العطش، مما قد يدفع بالساكنة في الايام المقبلة الى الخروج للاحتجاج للمطالبة بالتزود بالماء الصالح للشرب الذي يعتبر حق من الحقوق المكفولة للجميع المواطنين .