الجالية24/ ذ.محمد أشهبون من هولندا
يخلد كل 21 شتنبر “اليوم الأوروبي ضد الإسلاموفوبيا” وهو يوم للتذكر والتقييم بشان مابات يعرف بالإسلاموفوبيا، أي العداء وكراهية الإسلام والمسلمين والثقافة الإسلامية بطريقة متحيزة وتمييزية مع سبق الاصرار و الترصد.
ووفقًا للدراسة التي أجرتها منظمة Vox Rights غير الحكومية 2019 في إيطاليا ، فإن الإسلاموفوبيا تأتي على رأس ترتيب خطاب الكراهية ومن الدراسة والتحليل الذي تم إجراؤه.
في ملف “الإسلاموفوبيا في إيطاليا” ، التقرير الوطني لعام 2018 الصادر عن مؤسسة سيتا في أبريل الماضي ، يُلاحظ أن “مناخ كراهية الأجانب ومناهضة الإسلام آثار انعكاسات سلبية للغاية على المستوى الاجتماعي من خلال إضفاء الشرعية على السلوك العنصري.
ويجب أن نتذكر جميع ضحايا هذه الكراهية وانعكاساتها من : …
_ مذبحة سريبرينيتشا ،
_الإبادة الجماعية لمسلمي البوسنة في يوليو 1995 ،
_ تفجير أوتويا في النرويج في عام 2011
_ الهجومين الإرهابيين في مسجدي كرايستشيرش في نيوزيلندا 2019 وغيره…
وتوصلت باحثة هولندية في كتابها “الإسلاموفوبيا والتمييز” الذي عرضته أمس في المنتدى الأكاديمي بجامعة أمستردام، إلى غياب تشريعات وقوانين صارمة تهدف إلى التصدي للظواهر المعادية للإسلام واستهداف المساجد.
وتوصلت الباحثة أينكه فاندر فالك المتخصصة في علم الاجتماع في كتابها الذي يعتبر الأول من نوعه والذي يدرس الإسلاموفوبيا بشكل منفرد ومعمق، أن الحوادث التي شهدتها مساجد في هولندا بين عامي 2005 و2010 بلغت 117 حادثة مقابل 42 حادثة فقط في الولايات المتحدة في الفترة ذاتها.
وتنوعت الحوادث حسب الباحثة بين الحرق والتخريب والكتابة على الجدران، إضافة إلى رسائل بريدية ملغومة، وتهديدات عبر الهاتف، وتعليق شاة ميتة على عمود وكتابة عبارة “لا لبناء مسجد” أو وضع رأس خنزير، أو تلطيخ الحائط بالدماء.
طالب المسلمون في هولندا السلطات باتخاذ التدابير الأمنية اللازمة ضد الاعتداءات التي يقوم بها العنصريون ضد المنظمات والجمعيات الإسلامية والمساجد الموجودة في البلاد.
وقال رئيس وقف “جيلاني” في مدينة “روتردام” الهولندية “علي داده طاش” في تصريح له لوكالة الأناضول: “إن المسلمين الكبار والصغار الذين يقصدون المساجد للصلاة والتعليم يشعرون بقلق كبير بسبب احتمال تعرضهم للاعتداء”.
وأضاف “طاش”: “لابد من اتخاذ التدابير الأمنية في كافة المساجد بهولندا، كما أن المسجد الذي نشرف على إدارته بروتردام” تعرض لاعتداء العام الماضي، الأمر الذي جعلنا نشعر بالقلق من وقوع اعتداء مماثل في أية لحظة”.
وأكد أنه يجب على الدولة الهولندية أن تتخذ التدابير اللازمة ضد الاعتداءات في أقرب وقت ممكن وألا تنتظر وقوع حادثة ما من أجل التحرك.
ويعاني المسلمون في دول الغرب مما يسمى بالـ”الإسلاموفوبيا” -وهو الكراهية والخوف من الإسلام والمسلمين- تمثلت في الاعتداءات الجسدية عليهم والهجوم على المساجد وحرقها والاستهزاء بشعائرهم الدينية.
اعد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا وحدة الدراسات والتقارير “6” تعتبر قضايا الهجرة واللجوء والاندماج من بين القضايا الرئيسية التي تثير قلق المواطنين الهولنديين. وبالإضافة إلى ذلك، وتماشيا مع التركيز المتزايد على المواضيع الاجتماعية – الثقافية في النقاش السياسي داخل هولندا، فإن نسبة متزايدة من السكان الهولنديين ترى وجود صراع اجتماعي من الناحية الإثنية والعرقية، أي بين المواطنين المنحدرين من أصول مهاجرة و السكان الأصليين؛ صراع يفوق أي ّ نزاع آخر.
هذا الصراع أصبحت تغذيه أطراف يمينية متطرفة ليستهدف خاصة المهاجرين واللاجئين المسلمين المقيمين في هولندا.
وذكرت الكاتبة جانيني بيترز في مقال نشرته في 03 أكتوبر 2018 على موقع Netherlands Times أن جهاز الاستخبارات والأمن العام الهولندي AIVD صرح أن التيار اليميني، القائم على القومية المتطرفة، من أفكاره الأساسية كراهية العناصر الأجنبية والثقافات الأخرى يكتسب مكانة في هولندا ويزداد انتشاراً، وأن هذا التيار يتكلّم بشكل متزايد عن تشجيع وتمجيد العنف ضد المسلمين على وجه الخصوص.
ووفقاً للتصريح المخابراتي فنادراً ما يلجأ هذا التيّار إلى العنف الجسدي، ورغم ذلك فإن AIVD تشعر بالقلق إزاء المناخ الناشئ في هولندا. و ترى السلطات الهولندية أن التيار اليميني يصبّ تركيزه الرئيسي في الوقت الحالي على الأفكار المعادية للإسلام والمسلمين.
وقد وصلت هذه الرؤية اليمينية المتطرفة من أمريكا إلى المجتمع الهولندي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما تم رصد أيضاً أنّ استخدام اللغة بين المتطرفين اليمينيين يزداد عنفاً ويظهرون إعجاباً كبيراً بالسلاح .
تحدث ” مركز الأزهر لمكافحة التطرف ” في تقرير له حول تصاعد الإسلاموفوبيا في هولندا ، والذي صدر في 26 مارس 2018 ، على أن هولندا شهدت في السنوات الأخيرة تزايدا ملحوظا لظاهرة الإسلاموفوبيا.
في 20 يناير 2018 قامت مجموعة يمينية متطرفة في هولندا بالاعتداء على مسجد “أمير سلطان” في العاصمة الهولندية “أمستردام”، عبر تعليق لافتة كُتِبَ عليها عبارات عنصرية ناتجة عن ظاهرة الإسلاموفوبيا، ومجسم لإنسان مقطوع الرأس، على باب المسجد.
وأفادت حينها وسائل إعلام محلية، بأن حركة “إد فيرزيت” (اليمينية المتطرفة)، تبنت هذا الاعتداء العنصري على المسجد التابع لوقف الديانة التركي، وذلك عبر منشور لها على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما نشرت الحركة على صفحتها صورة المجسم واللافتة التي عليها كتابات عنصرية مثل: “ينبغي إيقاف الإسلام، لا نريد جامعًا كبيرًا شمالي أمستردام “. وقد أدان المشرف على المسجد “قمبر شنار”، هذا الاعتداء بشدة مؤكدًا على أن الهدف منه تخويف المسلمين.
وأوضح أنه تلقى اتصالًا هاتفيًّا من رئيس بلدية أمستردام “جوزياس فان ارتسن” أعرب خلاله عن دعمه لهم، ولفت “شنار” إلى أنهم أبلغوا الشرطة عن هذا الاعتداء، وبدأ التحقيق الفوري حول الحادث.
وذكر الموقع الأوروبي Euronews في 12 فبراير 2018، تعرض مسجد إلى هجوم بعد أن أقدم مجهول على إضرام النار في المؤسسة التابعة لوقف المركز الإسلامي بمدينة دراختن، شمال شرقي هولندا.
أدان مدير الوقف، خالد بن ناصر، الهجوم الذي تسبب في إحداث خسائر مادية كبيرة بالمسجد. وقد التقطت كاميرات المراقبة صورا للمهاجم، وهو يحطم أحد نوافذ المسجد، ثم يضع مادة سائلة ويشعل النار داخله.
وقد قامت شرطة المدينة بفتح تحقيق للكشف عن ملابسات الهجوم. ويأتي الاعتداء على مسجد دراختن مع تصاعد الهجمات العدائية للمسلمين بهولندا خاصة.
ونعتقد أنه من الضروري أن نلتزم بمكافحة ظاهرة خطاب الكراهية من خلال التدابير المناسبة لمنعها ، وتدريب الهيئات المسؤولة عن تطبيق التشريعات ذات الصلة بالتمييز والعنصرية العرقية والدينية ، ودعم الضحايا والاستثمار في حملات التوعية انطلاقا من البيئة المدرسية.
المرجع :
_ اخبار الجالية 20_09_ 2020
_ ورقات من كتابي حول الاسلاموفوبيا .