الجالية24/ مراد بنعلي
أعلنت السلطات في موريشيوس، أن سفينة البضائع اليابانية التي كانت قد ارتطمت بشعاب مرجانية في مياه البلاد شهر يوليوز الماضي، (السفينة) انشطـــــــرت أمس السبت 15 غشت الجاري، إلى جزئين (شطرين)، مهددة بحدوث كارثة بيئية بحرية حول تلك الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.
وتعرضت السفينة المسماة “إم.في.واكاشيو” المملوكة للشركة اليابانية التي ترفع علم بنما لارتطام شديد بالشعب في منطقة “بوانت ديسني”، وعليه بدأ النفط في التسرب من السفينة والذي سرعان ما وصل للشعب المرجانية والرمال البيضاء التي تشتهر بها جزيرة موريشيوس.
وأدى الارتطام إلى تسرب نحو 1000 طن من زيت الوقود وتعريض الشعاب المرجانية والأسماك والحياة البحرية الأخرى للخطر، فيما وصفه بعض العلماء بأنها أسوأ كارثة بيئية بموريشيوس.
وقالت، رئيسة جمعية الحفاظ على الحياة البحرية في موريشيوس، جاكلين سوزير، صباح السبت، أن بعض بقايا النفط تسربت من السفينة إلى المحيط يوم الجمعة. واعتبرت منظمة “غرينبيس” البيئية في رسالة وجّهتها الخميس 13 غشت إلى الشركة المالكة للسفينة أنه لا يزال هناك “أسئلة عديدة من دون إجابة”.
وسألت المنظمة الشركة بقولها: “لماذا سفينتكم كانت تبحر بشكل خطير جداً قرب الشعاب؟ لماذا لم تقوموا إلا بالقليل جداً منذ أن جنحت السفينة؟ ماذا ستفعلون لتقليص الأضرار البيئية وألم ومعاناة الأشخاص الذين تعتمد حياتهم على ذلك؟”.
وأوضح مصدر يشارك في عملية إزالة تبعات التلوّث -الذي تسببت فيه السفينة- من دون الكشف عن اسمه أن هذا التسرّب الجديد يأتي من قاعة الآلات حيث لا يمكن الضخّ. وتابع “لا يمكننا الدخول إلى هذا الجزء من السفينة، إنه أمر خطير جداً، هناك خطر الاختناق”. لكن بحسب هذا المصدر، يُفترض التقاط النفط المسرّب عبر حواجز عائمة صنعها آلاف المتطوّعين الذين تحرّكوا لوضع حدّ للكارثة البيئية.
بالمقابل، أوضحت حكومة موريشيوس، أنه تم سحب معظم النفط من السفينة، ولكن ما زال 166 طناً من زيت الوقود بداخلها، وتعمل السلطات على إزالته. لكن العديد من الجهات اتُهمت حكومة موريشيوس بالإهمال، واعتبر رئيس وزراء مورشيوس برافيند جوغنوث، أن خطأ ما حصل رافضاً تقديم اعتذارات، وكان قد ألقى في وقت سابق اللوم الأحوال الجوية في بطء التعامل مع الكارثة.
وكان وزير البيئة الياباني شينجيرو كويزومي قد صرح يوم السبت 15 غشت، بأن طوكيو تعتزم إرسال فريق من مسؤولي وأخصائي وزارة البيئة لتقييم الأضرار. وذكر مسؤول حكومي اليوم الأحد 16 غشت، أن الهند أرسلت معدات فنية وفريقا من المتخصصين إلى موريشيوس لمساعدة السلطات المحلية في التصدي لأزمة بيئية بعد تسرب نفطي من سفينة يابانية.
ويشير علماء، إلى أن التأثير الكامل للتسرب لم يظهر بعد ولكن الأضرار قد تؤثر على موريشيوس واقتصادها المعتمد على السياحة لعشرات السنين. ومن المرجح أن تستغرق عملية إزالة السفينة شهوراً.. وقالت فرنسا، الدولة المستعمرة سابقاً لموريشيوس، إنها ستساعد على عملية التطهير.
وجدير بالذكر إلى أن موريشيوس هي دولة في أحد جزر المحيط الهندي، تبعد عن مدغشقر بحوالي 860 كيلومتر، وتتموقع على بعد 2000 كيلومتر من الجهة المقابلة للساحل الجنوبي الشرقي للقارة الإفريقية، وعلى بعد 560 كيلومتر من الجهة الشرقيّة من “رودريغز”، وجزر “أغاليغا، وأرخبيل سانت “براندون، وعلى بعد 172 كيلومتر عن “وريونيون” من الجهة الجنوبية الغربية، وهي تشكل جزءا من جزر “ماسكارين”. وتبلغ مساحة موريشيوس حوالي 2040 كيلومتر مربع، وتعتبر “بورت لويس” هي العاصمة الرسمية للبلاد وأكبر مدنها، ويصل تعدادها السكاني إلى ما يقارب ال 1.500.000 نسمة.
https://youtu.be/SSn5XcQuUoE