تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الاسبوع الكاتب والناقد محمد اقوضاض
(1) كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟
انا ناقد أدبي باحث في السرديات وفي الثقافة المغربية، بما فيها الامازيغية، لي عدة مؤلفات في الميدانين.
(2) ماذا تقرأ الآن وماهو اجمل كتاب قرأته ؟
أقرأ حاليا كتابا لسمير أمين، ما الربيع العربي؟، ورواية جمهورية كأن لعلاء الأسواني، الكتابان حول الربيع العربي، وكل الكتب التي أقرأها تبدو لي جميلة ومفيدة.
(3) متى بدأت الكتابة ولماذا تكتب؟
بدأت الكتابة أواخر الثمانينيات من القرن. الماضي، أكتب لأن الكتابة رسالة ومساهمة في خلق المعرفة، وفي نفس الوقت هي عذاب مريح وتعب خلاق..
(4) ماذا تمثل لك مدينة الناظور؟وماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين الى التسكع في ازقتها وبين دروبها؟
مدينة الناظور هي المهد الذي رباني وأحملها في قلبي وعقلي، أما المدينة الأخرى التي تسكنني فهي الحمامة البيضاء تيطاوين،
(5) هل انت راض على انتاجاتك وماهي اعمالك المقبلة؟
لو كنت راضيا عما كتبت لما “تماديت” في الكتابة. أعمالي المقبلة دراسة حول الهجرة في الرواية: اوديسا العبيد، وسيرة ذاتية: جمر تحت الجلد..
(6) متى ستحرق اوراقك الابداعية وتعتزل الكتابة بشكل نهائي؟
سأحرق اوراقي الإبداعية بمجرد ما أحترق أنا.
(7) ماهو العمل الذي تمنيت ان تكون كاتبه وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
العمل الذي أتوق لكتابته هو إعادة قراءة للربيع العربي في عمل متميز، وأكتب حسب طقس درجت عليه هو الكتابة في الصباح والقراءة والتأمل بعد الزوال.
(8) ماهو تقييمك للوضع الثقافي الحالي بالناظور؟وهل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها ام هو مجرد مغرد خارج السرب؟
أما الوضع الثقافي والابداعي في الناظور فواعد جدا، ولا بد أن يكون للمثقف تأثيره يظهر خلال الأجيال القادمة..
(9) ماذا يعني لك العيش في عزلة اجبارية وربما حرية اقل ( بسبب الحجر الصحي)؟وهل العزلة قيد ام حرية بالنسبة للكاتب؟
أجبرتنا الطبيعة على هذه العزلة التي تشكل قيدا تمنعك عن أصدقائك ومحيطك الخارجي ومن السفر.. لكن لها فوائدها فهي تعمق العلاقات الخاصة في البيت وتشعر بالراحة الموترة، وتجعل الشخص يكتشف معمارية بيته، بالنسبة لي اكتشفت خبايا مكتبتي، لذلك فهي حرية داخلية،
(10) شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا ؟
الشخصية التي أحب أن ألتقي بها هي الأستاذ بوعزيز، درسني في الثانوي بالحسيمة كان أستاذا مقتدرا وصديقا صادقا..
(11) ماذا كنت ستغير في حياتك لو اتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
لا يمكن أن أغير شيئا في حياتي لأن لا فرصة لي وأن هذا الزمن غير موات لتغييرها.
(12) اين اختفى الثالوث الثقافي الذهبي للناظور: محمد اقوضاض،عبد الله شريق والحسين القمري؟ وماهي نقط الالتقاء ونقط الاختلاف بين جيلكم والجيل الحالي الذي يحمل مشعل الثقافة بالناظور؟
اما الثالوث الثقافي فلم يختف، نفتقد فقط الصديق العزيز الحسين القمري المريض ونطل عليه أحيانا، نتمنى له الشفاء، لكن دمجناه في ثنائي محمد اقضاض وعبد الله شريق.. وتبقى نقط الالتقاء بين جيلنا والجيل الراهن كثيرة منها تقديم الوجه اللامع للريف، فالإبداع والثقافة هما الباقيان، وأيضا تنويع الجيلين في الممارسة: فيهما مبدعون ونقاد. ويبقى الاختلاف هو الميزة الأكثر أهمية، نحن لم نكرر غيرنا والجيل الراهن لا يكررنا، له شخصيته كما لنا شخصيتنا..
(13) ما النقد؟ وما دور الناقد تحديداً؟ وهل يمكننا الحديث عن نقد مغربي قائم بذاته و مستقل عن المشرق؟
وسؤال النقد بالنسبة لي هو معرفة تنتج معرفة، والناقد يفحص الإبداع ويشرّحه وأحيانا يوجهه، كما يفسر ويؤول منغلقاته، ويساعد المتلقي ويكشف له أهمية وجمالية وإنسانية وآفاق الإبداع.. وأرى أن النقد المغربي الراهن كيان مغربي إنساني يقدم الكثير للمشرق ولم يعد يأخذ من المشرق.
(14) الى اي مدى ساهمت جمعية الانطلاقة الثقافية اواخر السبعينات في ارساء اللبنات الاولى لفعل ثقافي جاد وهادف بالناظور.والتأسيس خاصة لمسألة الوعي بالهوية الامازيغية التي اصبحت فيما بعد قضية حاضرة بقوة في جل الكتابات الابداعية لابناء المنطقة؟
كانت جمعية الانطلاقة مفصلا أساسيا في نشر الوعي الثقافي والسياسي في المنطقة، وشكلت حقا قاعدة انطلاق الثقافة الحداثية، وخلقت اجيالا جديدة ومتجددة. ومثلت اللبنة الأولى لتأسيس الخطاب الامازيغي المثقف في المنطقة..
(15) اجمل واسوء ذكرى في حياتك؟
أما أسوأ ذكرى في حياتي فهي ذكرى اعتقالي السياسي وأجمل ذكرى هي خروجي من المعتقل بعد عامين من التعذيب المتنوع.
(16) كلمة اخيرة او شئ ترغب الحديث عنه؟
كلمتي الأخيرة هي دعوة الناس إلى ممارسة الثقافة وتلقيها لأنها تصنع العقول والأذواق وتشيع التسامح والإخاء والتضامن، والثقافة عندي مرادفة للقراءة..