تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته .وعوالمه الخاصة
ضيف حلقة الاسبوع الكاتب و الناقد عبد الله شريق
(1) كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟
ـ كاتب وناقد أدبي ..باحث في الدراسات الأدبية والنقدية والثقافية..صدرت لي عدة مؤلفات ودراسات في هذا المجال..
(2) ماذا تقرأ الآن وماهو اجمل كتاب قرأته ؟
ـ أقرأ الآن كتابا بعنوان ” الثورة الرقمية..ثورة ثقافية ” لريمي ريفيل..ترجمه عن الإنجليزية سعيد بلمبخوت سنة 2018 ..يتمحور حول تأثير التكنولوجيا الرقمية على تحول القيم الإجتماعية والثقافية في الحياة المعاصرة.
(3) متى بدأت الكتابة ولماذا تكتب؟
ـ بدأت تجريب الكتابة في أواخر السبعينيات ..ودخلت مغامرة النشر في الثمانينيات.. في الملاحق الثقافية لأنوال والإتحاد الإشتراكي والعلم ..أكتب لأساهم في نشر قيم الحرية والعقلانية والحواروالتسامح والحداثة التي أصبحت من الضرورات الثقافية لمجتمعنا المغربي اليوم
(4) ماذا تمثل لك مدينة الناظور؟وماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين الى التسكع في ازقتها وبين دروبها؟
ـ الناظور تحولت من مدينة كانت معروفة بالتهريب والمضاربات العقارية إلى مدينة لها إشعاع ثقافي على المستوى الوطني، بفضل جمعياتها النشيطة في المجال الثقافي وفي مجال التنمية والمجتمع المدني ..وبفضل ما أنجبته من كتاب وشعراء وباحثين في مختلف مجالات المعرفة..أما المدينة التي أحن لمعاودة زيارتها والتسكع في أزقتها ودروبها فهي مدينة إشبيلية لما فيها من آثارتاريخية أندلسية ولرمزيتها الثقافية والتاريخية والإنسانية.
(5) هل انت راض على انتاجاتك وماهي اعمالك المقبلة؟
ـ كل كتابة لها قيمتها النسبية في المرحلة التي تصدر فيها ..والكاتب الجاد يبحث دائما عن الجديد الذي يثري به تجربته . أشتغل الآن على كتاب أتمنى أن يصدر في الموسم الثقافي القادم ، بعنوان :” الحقل الثقافي المعاصر في المغرب/ قضايا وتحولات ”
(6) متى ستحرق اوراقك الابداعية وتعتزل الكتابة بشكل نهائي؟
ـ لا يحرق أوراقه ويعتزل الكتابة إلا الكاتب.الفاشل الذي يعجز عن مسايرة تحولات العصر..الكتابة والقراءة أصبحا اليوم ضرورة حياتية وحضارية ـ
(7) ماهو العمل الذي تمنيت ان تكون كاتبه وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
ـ كثيرة هي الكتب التي أعجبت بها وتأثرت بها .. لكن لا توجد أحكام مطلقة في مجال الكتابة والإبداع ..كل القيم نسبية . كما لا توجد طقوس قارة وثابة لممارسة الكتابة ..فهي تختلف بحسب الضرورة وحسب الزمان والمكان .
(8) ماهو تقييمك للوضع الثقافي الحالي بالناظور؟ وهل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها ام هو مجرد مغرد خارج السرب؟
ـ الوضع الثقافي في الناظور حاليا في حالة جيدة ..تنوع في الأنشطة الثقافية وفي مجالات الكتابة ..يشارك الشباب فيها بتجارب ومساهمات واعدة … والكتاب و الأدباء عامة يساهمون بطريقة مباشرة وغير مباشرة في التأثير في المجتمع القارئ بنشر قيم االحرية والجمال والمساواة والوعي النقدي والثقافي والسلوك المدني ـ
(9) ماذا يعني لك العيش في عزلة اجبارية وربما حرية اقل؟وهل العزلة قيد ام حرية بالنسبة للكاتب؟
ـ العزلة لها دلالة صوفية وإنسانية..أتذكرأن صوفيا قال” في اعتزال الناس نجاة..” وهي قولة مطابقة لحالنا اليوم مع هذا الوباء اللعين ..وعلى الإنسان أن يحسن تدبير هذه العزلة الإجبارية بطريقة عقلانية.
(10) شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا ؟
ـ كما قلت آنفا .. لا أومن بالأحكام المطلقة ..شخصيات فكرية وأدبية وسياسية عديدة أعجبت بها وتأثرت بها.. أتمنى ان يعود بنا الزمن إلى الماضي للقاءها : المعري ـ ابن رشد ـ طه حسين ـ السياب ..لما تركوه من بصمات متميزة في تاريخ الفكروالأدب ..ـ
(11) ماذا كنت ستغير في حياتك لو اتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
ـاختيارات البداية تمليها عدة ظروف ذاتية وموضوعية..وأحيانا من الصعب مقاومتها..أو تغييرها ..
(12) اين اختفى الثالوث الثقافي الذهبي للناظور:عبد الله شريق، محمد اقوضاض والحسين القمري؟وماهي نقط الالتقاء ونقط الاختلاف بين جيلكم والجيل الحالي الذي يحمل مشعل الثقافة بالناظور؟
ـ الأستاذ الحسين القمري.غادر الناظور منذ عدة سنوات يقيم الآن في الرباط..مريض نسأل الله له الشفاء..والأستاذ محمد أقضاض أيضا رحل للرباط..والتحقت بهما منذ إحالتي على التقاعد سنة 2015 ..وظروف الجيل الثقافي الحالي بالناظورواهتماماته مختلفة عن الظروف التي اشتغلنا فيها نحن ..في مرحلة التأسيس..أتمنى فتح جسور التواصل والتفاعل بين الجيلين
(13)الى اي مدى ساهمت جمعية الانطلاقة الثقافية اواخر السبعينات في ارساء اللبنات الاولى لفعل ثقافي جاد وهادف بالناظور.والتأسيس خاصة لمسألة الوعي بالهوية الامازيغية التي اصبحت قضية حاضرة بقوة في جل الكتابات الابداعية لابناء المنطقة؟
ـ كان تأسيس جمعية الإنطلاقة الثقافية في الناظور سنة 1978 حدثا كبيرا ..فهي التي نقلت الثقافة الأمازيغية من الإهتمام الفلكلوري المناسباتي العابر إلى الأهتمام الجاد الواعي والمسؤول بأفق فكري وسياسي يساري ديموقراطي ..باعتبارالأمازيغية مكونا أساسيا من مكونات الثقافة الوطنية ..ـ
(14) اجمل واسوء ذكرى في حياتك؟
ـ الذكريات الجميلة والسيئة والآلام والأفراح كثيرة في حياة الإنسان..يصعب أحيانا تفضيل ألم أو فرح ما عن آخر.
(15) كلمة اخيرة او شئ ترغب الحديث عنه؟
ـ العمل الثقافي ليس ترفا ذهنيا كما يعتقد بعض التكنوقراطيين ، بل هو من ضرورات الحياة الإنسانية، يساهم في نشرالوعي التاريخي والعقلاني والديموقراطي وقيم المجتمع المدني والسلوك الحضاري و المشترك الإنساني.