تقف هذه السلسلة من الحوارات ، كل أسبوع، مع مبدع أو فنان أو فاعل في إحدى المجالات الحيوية، في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه، وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته، وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الاسبوع الشاعر و الكاتب العراقي المقيم في بلجيكا زهير كريم
(1) كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟
زهير كريم، مواليد بغداد، اكتب الشعر والقصة والرواية، أُقيم في بروكسل منذ 18 عاما
(2) ماذا تقرأ الآن وماهو اجمل كتاب قرأته ؟
قرأت في الفترة الاخيرة مجموعة من الروايات العربية والمترجمة، قرأت ايضا بعض الكتب المعرفية المتنوعة، اجمل الكتب التي قراتها مؤخراً، هو اعادة لكتاب الجاحظ البيان والتبيين
(3) متى بدأت الكتابة ولماذا تكتب؟
بدأت مبكرا، ونشرت مبكرا في صفحات الجرائد اليومية المخصصة للمبتدئين، ربما كان عمري 14 عام. وسؤال لماذا اكتب هو صعب دائما، حسنا ، دوافع الكتابة متعددة بتعدد المشتغلين بالكتابة، بالنسية لي، غير متاكد تماما، لكني اشعر احيانا ان الكتابة تضيء لي في كل مرة منطقة معتمة من ذاتي .. اكتب لاعرف نفسي أكثر، لست متأكداً ….
(4) ماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين الى التسكع في ازقتها وبين دروبها؟
اقمتُ في الكثير من المدن خلال رحلتي، كل مدينة هي اغنية في رأسي، أثر لايمكن محوه، لكني احب بغداد، انها المدينة التي فتحت عيني على نهاراتها ولياليها، الحلم الذي سوف يرافق ماتبقى من الرحلة
(5) هل انت راض على انتاجاتك وماهي اعمالك المقبلة؟
تبدو كلمة الرضا مربكة ومخيفة، لكني على كل حال اسعى لتقديم ماهو افضل، اخطط لاصدار مجموعة قصصية ورواية وكتاب في ادب الرحلات.
(6) متى ستحرق اوراقك الابداعية وتعتزل الكتابة بشكل نهائي؟
في اللحظة التي اغمض بها عيني، حين اغادر هذا العالم …
(7) ماهو العمل الذي تمنيت ان تكون كاتبه وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
لاطقوس لدي للكتابة، يمكنني الكتابة في صالة ديسكو، اقصد في ركن من الصالة، يمكنني أن انفصل عن مشهد الاجساد الراقصة والموسيقى الصاخبة، صانعا مايشبه الجدار العازل بيني وبين العالم الخارجي، احتاج فقط الى سجائر
(8)هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها ام هو مجرد مغرد خارج السرب؟
المبدع هو ابن المنظومة، وكل مايكتبه مهما ابتعد، مرتبط بنسيج المحيط ، المبدع خيط في هذا النسيج يسعى ليكون متميزا، ومثيرا للاسئلة
(9) ماذا يعني لك العيش في عزلة اجبارية وربما حرية اقل ( بسبب الحجر الصحي)؟وهل العزلة قيد ام حرية بالنسبة للكاتب؟
لم اشعر بعزلة اثناء فترة الحجر، لم اتورط بشعور النفي، كنت اقرأ واكتب، وعلى كل حال انا متعود على البقاء فترات طويلة في المنزل، لم اشعر بضغط الحجر الصحي اطلاقا
(10) شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا ؟
احب ان التقي بابن عربي…. تثيرني مخيلته، وسفره في عالم الباطن
(11) ماذا كنت ستغير في حياتك لو اتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
لن اتخيل نفسي بدون كتاب للقراءة ، دون أن اكتب، ولا استطيع وضع تصور لحياتي بدون ذلك
(12) كيف ترى تجربة النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، و ما رأيك في تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون ابداعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي؟
منصات التواصل الاجتماعي، كسرت تابوهات النشر التقليدية، اعتقد ان للجميع حق في الكتابة والنشر خارج كل قيد او شرط، والكتابة الجيدة في النهاية ستحقق حضورها، والسيء لن يبقى.. تماما مثل الكتب، هناك كتب جيدة في اية مكتبة، وكتب سيئة …هذه المنصات قدمت لي خدمة عظيمة، تعرفت على مئات المبدعين بشكل مكثف، منهم من قرات لهم سابقا ومنهم من تعرفت اليه من خلال هذه المنصات…
(13) كيف يتعايش القاص مع الشاعر تحت سقف واحد في حياة المبدع زهير كريم؟
انهما متعايشان بطريقة رائعة، كل منهم يعرف حدوده، في الوقت نفسه يعطي كل منهم للآخر مايحتاجه ليعيش بشكل افضل
(14) ما الذي يريده الناس ، تحديداً، من الشاعر؟ وهل باتت مهمة الشاعر صعبة ومعقدة في هذه الحقبة الزمنية التي نعيشها والتي اصبح فيها فعل الكتابة الشعرية هامشياً في ظل سيطرة عقلية القطيع على مجتمعاتنا التي يطغى عليها التخلف وعزوف كبير من الشباب عن القراءة والكتابة؟
لم يكن للشعر جمهور في أي وقت من الاوقات، اقصد بالجمهور حشود القراء.. كان يتحرك دائما في مساحات ليست واسعة، الشعر تجربة جمالية ورؤية، في النهاية لا احد يريد شيئا منه سوى تلك اللحظات التي يتفاعل فيها قارئ الشعر مع الخيال، والفكرة الدائمة التي تحاول القبض على سر العالم.
(15) هل يعيش الوطن داخل الكاتب المغترب أم يعيش هو بأحلامه داخل وطنه؟
الوطن هو تجربة وجدانية، وهو كفكرة جزء من سيرة المرء سواء كان شاعرا او مهندسا او طبييا او مزارع…في النهاية تعيش هذه الفكرة داخلنا. باعتبارها جزء من سيرتنا التي لايمكن محوها.
(16) ما هي اجمل واسوء ذكرى في حياتك؟
تسرحت من الخدمة العسكرية بعد حرب الثمان سنوات، ومرت ثمانية اشهر كنت احلم فيها باعادة ترميم حياتي. في يوم كنت في العمل، عند الساعة العاشرة صباحا، سمعت في الراديو القريب بيان دعوة مواليدي للتجيند مرة اخرى، بعد يوم واحد من دخول القوات العراقية للكويت
(17) كلمة اخيرة او شئ ترغب الحديث عنه؟
الكتابة ليست ترفا، انها سلسلة من المحاولات القاسية للوصول الى شيء ما تعتقد انه غير واضح في ذاتك…