الجالية24
مسيرة للافراج عن المعتقلين، مسيرة للاحتفال بالمسيرة الخضراء، مسيرة للتنديد بأوضاع البلاد، مسيرة أخرى لرفع راية البلاد…
إلى أين تسير بالبلاد هذه المسيرات! من يقودها، ومن يرد على من؟..
مهلا، من يحمي الوطن من هذا العبث غير الموزون، غير المسؤول، غير المنظم..
جميل أن نحمي راية الوطن ومصالحه ونساهم في تنميته نحن أبناء المغرب المقيمين في بلاد المهجر، لكن حمايته لا تكون برفع رايتنا وفي نفس كل واحد منا “أين”، نعم أين نحن مما ندعيه من حب وتمسك بالوطن الأم؟
بعد آخر مسيرة مغربية بباريس، تكرر السؤال، والحق أن لا أحد منا يملك جوابا صادقا له، سئلنا بغضب وتهكم “إن كنتم تحبون الوطن فاسكنوه وتخلوا عن جواز السفر الأحمر ولا ترفعوه صيفا في وجه إخوتكم في الادارات المغربية غير المنتظمة، وفي وجه بائع الخضر في الاسواق الشعبية، وفي مجالس إخوتكم وأهاليكم..
أين نحن من هذه التهم المنسوبة إلينا، نحن جالية الوطن المقيمة بالخارج لا نتذكر وطننا إلا ونحن ننعم في هذه الدول القارسة، العادلة، المنظمة.. نتذكرها ونحن ننعم بعمل وراتب ومسكن وتعليم وصحة وأمن وأمان، هل يدرك أبناؤنا معنى الوطن ونشيد الوطن ومسيرات المجد للوطن؟؟
كثيرا ما أصبحنا نتعثر في وطنيتنا، حتى أننا مؤخرا نجد أنفسنا في صراع بين العياشي والانفصالي ومن هؤلاء وكيف ظهروا ومن يسمح لهم بتصنيفنا كما يحلوا لهم بل وبكل عنف وعصبية.
ومن يحمينا مما آل إليه حالنا كمغاربة تشتتنا في المهجر كمن لا ولي له، ولنا هنا مجلس الجالية المغربية بالخارج وهو كما يجهل الكثيرون من أبناء الجالية مؤسسة وطنية استشارية، لها دور هام بيننا نحن الجالية والوطن، حيث تقوم بالأساس بتوجيهنا للسياسات العمومية الكفيلة بضمان حفاظنا كمغاربة مقيمين بالخارج على روابط متينة مع هويتنا المغربية وما يتعلق بلغاتنا وتربيتنا الدينية وموروثنا الثقافي.
لنا هنا في المهجر أمين عام لهذا المجلس، عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2007 ليهتم بشؤون الجالية وبعلاقتهم المتينة بالوطن، عبدالله بوصوف الذي يسهر على توطيد علاقته الشخصية داخل المغرب مستغلا منصبه ومهمته الرسمية التي انحرفت حتى اصبح محاضرا ثقافيا وكاتبا ملأت مقالاته الواجهة الرسمية للموقع الرسمي لمجلس الجالية، في الوقت الذي تخرج فيه هذه الجالية في مسيرات متتالية تسيء للوطن تارة بحرق العلم المغربي وتارة بغياب التنظيم حتى ترفع كلمات أغاني الحانات في مسيرة تحتفل بالمسيرة الخضراء المجيدة.. طبعا هذا ما سيرفعه أبناء المهاجرين هنا، هذا ما استطاعوا تقديمه في غياب التأطير والتسيير والتواصل الجدي مع المشاركين في هذه المسيرات، فلا يكفي توفير الحافلات والرايات واللافتات فقط، الشعارات التي رفعت وترفع دائما تبين اللاوعينا بوطنيتنا مما يجعلنا نتساءل عن دور مجلس الجالية المقيمة بالخارج وعن اقتران اسمه بأمينه في تنقلاته المستمرة والتي لا تتعلق بأمور الجالية على الإطلاق، وفي ظل المسؤولية والمحاسبة كيف يُسمح لكل هذا العبث أن يحدث؟ وما الفائدة من مجلس لا يحمي ثوابتنا من السوء الذي تتعرض له؟ وفي أي حديث ثقافي يغوص أمينه وراية الوطن تحرق؟ ثم ماذا قدمت وأضافت مقالات بوصوف للجالية المقيمة بالخارج؟.. قليل من الحديث لا يجيبنا المحاسبة وحدها تكفي لنحمي وطننا ونساهم في تنميته.