»
الاخبار المهمة »
في ورشة علمية حول التطرف والعولمة الدكتور عبد الله بوصوف يبرئ الهجرة من تهمة الإرهاب.
أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج الدكتور عبد الله بوصوف أن الهجرة شكلت عنصرا أساسيا في مناقشة قضايا التطرف والعولمة، معتبرا أن وجود الهجرة جنّب الإنسانية العيش في مجتمعات أحادية وساهم في ترسيخ مبادئ العيش المشترك والتعرف على المجتمعات والتواصل بين الحضارات ونقل المعارف.
وقال الدكتور عبد الله بوصوف في كلمة ضمن الجلسة الافتتاحية لجامعة الرباط الربيعية الأولى للعلوم الاجتماعية حول موضوع “التطرف والعولمة وما بعد السرديات” يوم الاثنين 22 أبريل 2019، إن ربط الهجرة بالأعمال الإرهابية هو مجانب للحقيقة، لأن التاريخ أتبث أن الهجرة إنما ساهمت في بناء المجتمعات خصوصا في الغرب وفي تحرير اوروبا من الفاشية والنازية، مشددا على أن العالم واجه التطرف قبل هذه الفترة في أشكاله متعددة، مستشهدا بمجموعة من الجماعات المتطرفة التي كانت تستعمل العنف للتعبير عن أفكارها في مجموعة من الدول الأوروبية.
ونوه الأمين العام لمجلس الجالية بأشغال هذه الورشة العلمية مبرزا أن الفضاء الأكاديمي هو أفضل فضاء لمناقشة ظواهر التطرف والعولمة والتي أصبحت تستعمل إيديولوجيا من طرف الفاعل السياسي خصوصا من اليمين المتطرف من أجل التخويف وجلب الأصوات الانتخابية، ويصر على ربط الهجرة بالتطرف والعنف من اجل مكاسب سياسية انية، مثلما هو الحال في النقاشات التي تعرفها مجموعة من الدول الأوروبية بمناسبة الانتخابات الأوروبية وما تشهده من استعمال لموضوعات التطرف والصاقه بالهجرات وبالإسلام.
“الفضاء الجامعي هو الأنسب للمساهمة في تحليل العناصر المرتبطة بالتطرف بعيدا عن الإيديولوجيات والتأثير السياسوي، لأن الباحث الأكاديمي يشتغل بعمق لكشف جذور الظواهر والاسهام في ايجاد الحلول الدائمة” يخلص عبد الله بوصوف، الذي يضيف على أن المقاربة الأمنية في معالجة ظواهر التطرف هي أساسية لكنها تبقى محدودة ولابد من العمل الأكاديمي الفكري الذي يرافقها لأ هو القادر على تغيير البنيات الدهنية عبر إنتاج المعرفة التي تساهم في بناء المشترك الإنساني.
وذكر الدكتور عبد الله بوصوف بأن الأديان في أساسها لا تدعوا إلى العنف وإلى التطرف وإلى القتل، وأن الإرهاب لا جنس له ولا عرق له، متسائلا عما إذا كان العالم المعاصر قد وصل إلى استنفاذ سؤال المعنى وماذا نريد من هذا العالم ومن الانسان، مشيرا في نفس الوقت أهمية التجربة المجتمعية في المغرب والتي “جعلتنا نتجاوز قضية العيش المشترك بين المسلمين والمنتمين إلى ديانات أخرى، اليهودية أساسا، إلى التداخل والترابط بين جميع المغاربة”.
وعرفت أشغال هذه الجلسة الافتتاحية التي أدار أطوارها الأستاذ عبد اللطيف كيداي نائب عميد كلية علوم التربية بالرباط، مداخلات لكل من نائب رئيس جامعة محمد الخامس الدكتور إسماعيل قصو، وكلمة ترحيبية لعميد كلية علوم التربية الدكتور عبد الحنين بلحاج، وأيضا كلمة لمدير المركز الجامعي للثقافة والقانون والأديان بجامعة بيمونتي أوريونتالي الإيطالية ألقاها بالنيابة الدكتور خالد الغزالي، بالإضافة إلى كلمة مدير معهد غرناطة للبحوث والدراسات العليا الدكتور محمد بنصالح، وكلمة الدكتور ستيفانو ألييفي مدير ماستر الدين والسياسة والمواطنة بجامعة بادوفا بإيطاليا.