بوصوف: بلجيكا تتوفر على كل ما يحتاجه نجاح الإسلام الأوروبي:
وفي كلمته بالمناسبة أكد الأمين العام للمجلس عبد الله بوصوف، على أهمية العلاقات بين المغرب وبلجيكا وعلى عمق الروابط الثقافية والروحية لمغاربة بلجيكا مع بلدهم الأصلي، والتي تعززها مؤسسة إمارة المؤمنين دون أن تقوم بأي تدخل سياسي، داعيا إلى تحمل المسؤولية بشكل مشترك وتوحيد الجهود والعمل المشترك من أجل ضمان عيش أفضل في الحاضر والمستقبل لجميع مكونات المجتمع البلجيكي.
وبعد أن نوه بالنموذج المجتمعي البلجيكي المبني على التوافق وعلى حياد الدولة اتجاه جميع الأديان المعترف بها، أكد بوصوف على ان بلجيكا تعتبر مختبرا لبلورة نموذج ناجح للإسلام في أوروبا، “لأن بلجيكا تتوفر على كل ما يحتاجه الإسلام الأوروبي، وتجاوز التحديات المفروضة على الإسلام ببلجيكا، دليل على إمكانية تجاوز هذه التحديات عبر العالم” يضيف بوصوف مشددا على أن بلجيكا هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي أدخلت الإسلام في إطارها القانوني لتجيب بذلك على إشكالية أساسية من الأسئلة التي تطرق لها المجلس في إحدى اللقاءات الدولية المنظمة حول الإسلام بأوروبا.
من جهة أخرى استعرض الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أمام الوفد البلجيكي الأدوار التي يطلع بها المجلس كمؤسسة استشارية واستشرافية، تعنى بتقييم السياسيات العمومية المتعلقة بالهجرة وتقديم أراء لتجويدها، وكذا تعميق البحث في الإشكاليات المطروحة على الهجرة المغربية. كما سلط الضوء على الأنشطة المنظمة من طرف المجلس في بلجيكا على الخصوص والتي تعكس الوضع المتقدم للمغرب مع جاره الأوروبي وكذا عمق التاريخ المشترك بين المغرب وأوروبا.
رودي فيرفورت وأهمية النموذج الديني المغربي:
من جانبه أكد رودي فيرفورت رئيس حكومة منطقة بروكسيل أن بلجيكا بتبنيها لنموذج فريد من العلمانية المحايدة تتخذ نفس المسافة مع جميع الأديان المعترف بها، معتبرا أن مسجد بروكسيل يجب أن يستجيب لتطلعات الجاليات المسلمة.
وأكد المسؤول البلجيكي في نفس الإطار على أهمية التنسيق مع المغرب؛ لأن الإسلام المغربي في حد ذاته يجمع حصيلة ما نحن في حاجة إليه من خلال تاريخه الأوروبي، وأيضا بالنظر للبعد الكوني والروحي الذي يقدمه إلى جانب البعد التعبدي.
كما عبر رئيس حكومة بروكسيل عن أمله في تحسين التعامل مع الأديان في منطقة بروكسيل لكي تجد كل ديانة نفسها في نفس درجة المساواة كع باقي الديانات، داعيا إلى تكثيف التعاون والأنشطة الثقافية التي تسلط الضوء على الخصائص المشتركة بيننا والروابط الموجودة بين الإسلام وأوروبا لأزيد من 13 قرنا.
وفي ختام هذا اللقاء اتفق الجانبان على ضرورة العمل بشكل مشترك ووضع برنامج عمل بين مجلس الجالية المغربية بالخارج وحكومة منطقة بروكسيل، من أجل تعزيز التعدد الثقافي، والتقريب بين مختلف الجاليات الأجنبية في بلجيكا، وتقوية معرفة الأخر.