وأكد المشاركون خلال هذه المائدة المستديرة التي نظمت في إطار “اللقاءات الاقتصادية لمعهد العالم العربي” والتي تخصص منذ 2014، للرهانات الأساسية للعلاقات التجارية الفرنسية – العربية، أن المغرب يعتبر بلدا نموذجيا في مقاربته لإشكالية النقل، والحركية التي تطرح بحدة في عدد من البلدان العربية.
وقال السيد محمد مزغاني الامين العام للاتحاد الدولي للنقل العمومي، أنه إذا كانت بعض البلدان العربية، تعاني من تأخر في مجال توفير أو تعميم وسائل النقل العمومي، فإن بلدانا أخرى مثل المغرب، تمكنت من تطوير وتعميم شبكة للنقل العمومي.
وأكد في مقارنته بين البلدان العربية في ميدان النقل العمومي، أن المغرب يعد بلدا “نموذجيا” في مجال انشاء شبكات النقل العمومي.
واعتبر رئيس معهد العالم العربي، ان مثل هذه اللقاءات، تتيح الوقوف على التحديات الكبرى للحركية وقطاع النقل، وتبادل وجهات النظر، واستكشاف سبل التفكير، والاطلاع على “التجارب الناجحة مثل الخط السككي فائق السرعة الذي تم تدشينه مؤخرا بالمغرب”.
من جهته أكد السيد عادل باهي مدير الاستراتيجية، والبرامج والتنسيق بين أنواع النقل بوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، أن هذه البنية التحتية الجديدة، الأولى من نوعها في إفريقيا، سيكون لها انعكاس إيجابي على البلاد برمتها”، مبرزا أن الخط السككي فائق السرعة يندرج ضمن الرؤية الشمولية للأوراش الكبرى، وضمن مسار تطوير البنيات التحتية الضرورية لنمو البلاد.
وأضاف ان هذا الخط السككي الذي يندرج أيضا في إطار الاستراتيجية المعتمدة في القطاع السككي الوطني في أفق 2040، ستصاحب إلى جانب الخطوط السككية العادية الموجودة، او تلك المزمع إنشاؤها، النمو الاقتصادي الذي تشهده منطقة الشمال، موضحا ان القطار فائق السرعة، يندرج أيضا ضمن استمرارية بنية تحتية لها أهميتها البالغة، والمتمثلة في ميناء طنجة المتوسط.
وأشار المسؤول المغربي إلى أن جهدا استثماريا يبذل في كل أنحاء المغرب، سواء في الشمال أو الشرق، أو في الأقاليم الجنوبية، مضيفا ان البلاد تشهد تطورا في البنيات التحتية، من أجل تأمين الربط بين مختلف جهاتها. وقدم على سبيل المثال ميناء الداخلة، والطريق السريع الذي سيربط بين أكادير والداخلة ضمن استمرارية المحور الاطلسي.
من جانبها وصفت نائبة المدير العام الدولي للشركة الوطنية للسكك الحديدية، السيدة أنييس روماتيت – اسبانيا ، اطلاق الخط السككي فائق السرعة بالمغرب ب”المشروع الاستثنائي” وأنه ثمرة “الشراكة الاستثنائية” بين المغرب وفرنسا.
وقالت أن هذا المشروع الذي سيتيح للمغرب، التوفر على خدمة القطارات السريعة بأسعار تنافسية، تم إنجازه في إطار تبادل ونقل المعارف بين البلدين، مشيرة في هذا السياق الى إنشاء المكتب الوطني للسكك الحديدية، والشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية لمعهد للتكوين في المجال السككي لفائدة سككيي الجانبين، ولفائدة الطلبة الأفارقة أيضا.
وتطرقت المسؤولة الفرنسية، ضمن سياق هذه الشراكة بين المؤسستين الفرنسية والمغربية الى مشروع “سيانا” القاضي بفتح مركز للصيانة بطنجة.
من جانبها وصفت السيدة ليز بروي رئيسة قسم النقل والحركية بالوكالة الفرنسية للتنمية، الخط السككي المغربي فائق السرعة ب”الاستثنائي” الذي من شأنه الاسهام في تنمية البلاد.
وشكل اللقاء الذي ضم شخصيات دبلوماسية، ضمنها سفير المغرب بباريس، السيد شكيب بنموسى، وقادة سياسيين واقتصاديين، وخبراء، فرصة لمناقشة التحديات التي تطرحها اشكالية النقل والحركية، بالبلدان العربية التي تشهد نسب نمو ديموغرافي وحضري، هي الأكثر ارتفاعا في العالم.