وتتوخى هذه التظاهرة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحث الأصول والثوابت التي يستند إليها المشترك الإنساني واستجلاء أبعاده وقيمه، لا سيما من خلال الآفاق الواسعة التي يمنحها التصوف في هذا المجال.
كما يسعى الملتقى، من خلال الندوات العلمية التي يؤطرها باحثون ومختصون من المغرب وخارجه، إلى الإسهام في تعزيز قيم التعايش والتكامل من أجل بناء مجتمع إنساني يسوده السلم والتفاعل والاحترام والانفتاح في ظل القيم الإنسانية المشتركة.
ومن خلال المحاضرات والندوات والموائد المستديرة، تروم هذه التظاهرة إبراز دور التصوف في ترسيخ ثقافة الحوار والتعارف وتفعيل مبادئ المشترك الإنساني، بما يزخر به الموروث الصوفي من نماذج تجسد مبادئ التسامح والمحبة ونبذ العنف والتعصب والكراهية.
وفي افتتاح هذه الفعاليات، قال مدير الملتقى منير القادري بودشيش إن هذه التظاهرة أضحت محطة بحثية وأكاديمية واعدة ومتميزة بفضل ما تنتجه من مجال خصب لتلاقح الأفكار وتبادل الخبرات ووجهات النظر حول كبريات القضايا التي تهم الواقع المعاصر.
وأوضح أن اختيار “المشترك الإنساني” موضوعا لهذه الدورة توخى تسليط الضوء على القيم الإنسانية المشتركة “التي لها أن ترجع الدفء لعلاقاتنا الإنسانية وتقدم رؤية يحدوها التفاؤل بهذا الشأن”.
وأضاف أن الملتقى يفتح المجال أمام الباحثين والمختصين للإدلاء بمقترحاتهم البحثية في هذا الموضوع، بما يساهم في استثمار الانفتاح على التنوع والاختلاف لتدبير وإغناء ونشر ثقافة التكامل والائتلاف.
من جانبه، أبرز الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج عبد الله بوصوف، في كلمة بالمناسبة، الحاجة إلى تمثل هذه القيم الكبرى بوصفها ضرورة إنسانية لا محيد عنها، لأن كينونة الإنسان مرتبطة بهذه القيم، التي يمثلها التصوف أحسن تمثيل.
وأضاف أن الثقافة الصوفية تحمل بطبيعتها هذه المعاني، من قبيل التسامح والعطاء والتعايش والقبول بالآخر، لافتا إلى أن هذه الثقافة تفتح أمام الإنسان أفقا واسعا حيث تبرز القيم المشتركة بين بني الإنسان.
وأكدت مداخلات باسم الوفود المشاركة أن التحديات التي تواجه الإنسان في عالم اليوم تستوجب إفشاء قيم الحوار والتعارف والتعايش، بما يفضي إلى تمتين أواصر التفاهم والتقارب بين الناس، مبرزة، في هذا الصدد، الدور الذي اضطلع به التصوف في التقريب بين الشعوب وترسيخ ثقافة الحوار ونشر قيم التسامح والمحبة.