وخلال كلمته بهذه المناسبة اعتبر الدكتور مصطفى المرابط، مكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن العديد من المعيقات تقف حاجزا أمام استغلال المسلمين لفرصة تواجدهم في المجتمعات الأوروبية من أجل المساهمة مع الثقافات الأخرى في إعادة الكرامة للإنسان بصفة عامة.
وبعد أن توقف على التجربة المغربية وامتدادها التاريخي في العمل على إشعاع إسلام معتدل ووسطي والتي ساهم فيها بشكل كبير إعادة هيكلة الحقل الديني التي قادها أمير المؤمنين، دعا المرابط الجاليات المسلمة في أوروبا وفي فرنسا تحديدا إلى تكثيف الجهود والعمل سويا من أجل مواجهة التحديات الجديدة التي تفرضها المجتمعات الأوروبية على المسلمين بصفة عامة، واستنباط قراءات جديدة للنصوص الدينية تتماشى مع خصوصيات السياق الأوروبي.
اما المستشارة القانونية لاتحاد مسلمي فرنسا وعضو مؤسسة مساجد فرنسا، فاطمة جلدوأورساتلي، فقد أكدت في مداخلتها انطلاقا من تجربتها الميدانية على ضرورة بلورة نموذج ديني متنور وتقديمه إلى الشباب التائه لتجنيبه السقوط في الخطابات المتطرفة والقراءات المتشددة للدين، مشيرة في نفس الوقت إلى التهميش الذي تعانيه الجاليات المسلمة على كافة المستويات، والذي يفرض البناء بشكل جماعي من أجل تغيير الصورة النمطية التي ترسمها وسائل الإعلام على الجاليات المسلمة.
من جانبه عبر رئيس الجمعية الفرنسية لمسلمي إفريقيا والمحيط الهادي الشيخ ديوب، في كلمة له بهذه المناسبة على امتنانه للمجهودات التي يقوم بها المغرب من أجل تعزيز الممارسة الدينية القائمة على الوسطية والاعتدال، وحرصه على الدفاع بشكل منفرد على المواطنين الأفارقة وإعادة الكرامة لهم، مذكرا جوانب تاريخية من العلاقات الأخوية التي تجمع المغرب والسنغال خصوصا في المجال الروحي.
وفي نفس الاتجاه قال مفتي الجالية القمرية في فرنسا الشيخ محمد كاسيم، إن المغرب راكم تجربة وخبرة كبيرتين في تدبير الجاليات بالخارج وجعلها أكثر انتظاما واندماجا في المجتمعات الأوروبية، وعبر عن الحاجة إلى الاستفادة من هذه التجربة الغنية، ومؤكدا على أهمية الاشتغال بشكل جماعي من اجل الرقي بأوضاع المسلمين في فرنسا.
وضم هذا الوفد على ممثلين عن الجاليات المغربية والسينغالية والقمرية بجنوبي فرنسا، وكذا رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في الجهة الجنوبية، خالد بلخدير، الذي أكد على ان هذه الزيارة تدخل في إطار تعريف الجاليات المسلمة في فرنسا بقيم التعدد والتعايش التي تميز المغرب وكذا نموذجه الديني المنفتح على الآخر والذي استطاع أن يجلب اهتمام عدد من الدول الأوروبية والإفريقية.