وأكد الدكتور عبد الله بوصوف في عرض قدمه أمام المشاركين في هذا الملتقى أن الجهود التي تبذلها المملكة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف تتم وفق الرؤية السديدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس الضامن لحرية ممارسة الشعائر الدينية في المغرب .
وقال إن مؤسسة إمارة المؤمنين تقوم في النموذج المغربي على مجموعة من الثوابت والمرتكزات تتمثل في المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني، وهو ما مكن المملكة المغربية من أن تكون خلال السنوات الأخيرة في منآى عن ارتفاع منسوب التطرف العنيف وكذا الأحداث الإرهابية التي عرفها العالم بأسره سواء في العالم العربي أو الغربي من أمريكا إلى أوربا وحتى في إفريقيا .
وأضاف الدكتور بوصوف في نفس السياق أن الاستراتيجية الشاملة والمتعددة الأبعاد التي اعتمدتها المملكة في هذا المجال ارتكزت على ثلاثة عناصر أساسية همت بالخصوص إعادة هيكلة الحقل الديني وتفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإضافة إلى دعم وتقوية المقاربة الأمنية .
وبخصوص إعادة هيكلة الحقل الديني في المغرب أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج أن هذه المقاربة ارتكزت على مجموعة من الآليات منها تكوين الأئمة وتدبير المساجد وتكوين المرشدين والمرشدات إلى جانب تكريس وتجذير التنوع والتعدد في المجتمع المغربي عبر تثمين مختلف المقومات والروافد .
وبالنسبة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أوضحالدكتور عبد الله بوصوف أن هذه المبادرة بما حققته من منجزات ومكاسب شكلت إحدى الآليات الأساسية والمحورية في المجهود الذي بذلته المملكة لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف باعتبارها ساهمت في تمكين مجموعة من الشرائح الاجتماعية التي كانت تعاني من الهشاشة والتي تكون في الغالب مستهدفة ومعرضة أكثر للاستقطاب من طرف الجهات التي تحض على العنف والتطرف من الاستفادة من فرص الشغل التي أحدثتها ومن المشاريع المدرة للدخل التي تم إطلاقها وغيرها من المبادرات الأخرى .
كما أشاد بالأدوار التي تقوم بها ولا تزال ” مؤسسة محمد الخامس للتضامن ” خاصة في مجال تنمية وتطوير وتحديث البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية الموجهة لفائدة الشرائح الاجتماعية الأكثر هشاشة خاصة ساكنة بعض الأحياء الهامشية في بعض المدن المغربية.
وشدد على أن المقاربة الأمنية التي تشرف على تنفيذها المصالح الأمنية المغربية حققت نجاحات مهمة في صد الهجمات الإرهابية ومكنت المغرب بالتالي إلى جانب مجموعة من الدول الصديقة من تجنب العديد من الأعمال الإرهابية حتى قبل وقوعها مشيرا إلى أن هذا المجهود الأمني الذي تبذله المملكة لمواجهة التحديات الإرهابية والتطرف العنيف لقي إشادات واسعة وتثمينا كبيرا من طرف العديد من الدول من فرنسا إلى إسبانيا مرورا بمنظمة الأمم المتحدة.
وأكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج أن استراتيجية المغرب الأمنية ترتكز على عدة آليات وعناصر لاسيما التنسيق الدائم والمستمر بين مختلف الأجهزة الأمنية ومختلف المتدخلين وتكوين الأطر والعناصر المكلفة بمواجهة ظاهرة الإرهاب وجمع المعلومات والعمل الاستباقي في مجال التعرف على الحيثيات والبيئة الحاضنة وكذا المؤهلة للاستقطاب والتجنيد وكلها عوامل ساهمت في تحقيق نتائج جد مهمة في التصدي للتطرف العنيف.
يشار إلى أن هذا الملتقى الذي نظمه كل من ” البيت العربي ” في مدريد بتعاون وتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية حول موضوع ” القضاء على التطرف العنيف ببلدان المغرب العربي ” واستمر يومين عرف مشاركة العديد من الخبراء والباحثين والأكاديميين المتخصصين في قضايا الإرهاب والتطرف من إسبانيا ودول المغرب العربي وتمحورت أشغاله حول بحث ومناقشة مختلف المقاربات وكذا التصورات والجهود المبذولة من أجل القضاء على التطرف بالإضافة إلى الاستراتيجيات المعتمدة لمواجهة هذه الظاهرة.
وحاول المشاركون في هذا المنتدى دراسة وبحث مختلف تمظهرات ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف من خلال مجموعة من المحاور والأسئلة من بينها ” ما وراء المقاربة الأمنية .. ما هي المخططات الأخرى التي يجب اعتمادها لمواجهة الاختلالات الاجتماعبة التي تقود إلى التطرف ” وما هي الأدوار التي يمكن للمجتمع المدني أن يلعبها في هذا المجال ” ثم ” الإمكانيات المتاحة لإعادة تأهيل الأفراد المتورطين في قضايا العنف والتطرف من أجل إعادة إدماجهم في المجتمع “.
عن وكالة المغرب العربي للأنباء .