محمد بوتخريط / هولندا
خلال مروري اليوم وبشكل متسرّع عبر الفيسبوك قبل ذهابي الى عملي اليومي استوقفتني تدوينة مؤثرة لصديق لي خطّها بنبرة رمادية تنمّ عن مشاعر قلق وخوف وتحذير ..
في ثنايا تدوينة صديقي ..طلب من الاباء أن يحذروا ابنائهم من ” مخدر” جديد يغزو المدينة..
تذكرت أن نفس الموضوع سبق وأن تناولته العديد من المنابر الاعلامية هنا في هولندا قبل ما يقارب الاربعة سنوات..نفس التخوف ونفس التحذير..
ولأهمية الموضوع وخطورة ” الظاهرة” قررت أن أستجمع بعض ما سبق وان تم تداوله و نشره، واعتماد بعض المقالات والاحصاءات لتقريب الصورة ولو اكثر قليلا.
نفس الانتباه أثارني وأنا اتجول داخل المدينة هناك ، عبوات فارغة مرمية على جنبات الشوارع والازقة..كثيرا ما تثير انتباه المارة كذلك..
الامر هنا – على غير ما يعتقد الكثيرون -لا يتعلق بخراطيش الكابوتشينو… ولا بمادة من المواد المستعملة في الطبخ..
بل نحن هنا أمام خطر كبير يهدد أطفالنا وشبابنا .. أمام بروز ظاهرة جديدة وخطيرة ، تتمثل في “عبوات غازية”، يتم استعمالها من طرف فئات واسعة من الشباب.
عبوات غازية مخدرة او “نفاخات مخدرة” كما يطلق عليها الهولنديون هنا، أو غير ذلك من المسميات “القرطاسة” أو “غاز الضحك” والتي قد تختلف في تفاصيلها، لكنها تتفق على شيء واحد وهو أن زائر غير مرغوب فيه قاتل ولو بابتسامة هادئة.،
هو “غاز الضحك” بدا مؤخرا يعرف انتشارا واسعا داخل بعض المدن بالمغرب ومنها الناظور..
والحكاية “ان هذا الغاز الموجود داخل تلك العبوات او ‘ الخراطيش’، وعند استنشاقه عبر الفم ليصل للرئتين، قبل أن يصعد للجهاز العصبي، يحدث تأثيرا مباشرا على الدماغ ، ويتسبب في إثارة الضحك لدى المستعملين”.
ومن بين أبرز الأثار التي يخلفها، هي النشاط الزائد والمفرط، بالإضافة إلى الضحك الهيستيري، الذي يصل إلى حد الإغماء أحيانا. و يبدأ مفعولها بعد خمس ثواني من الإستعمال، الأمر الذي أدى إلى الإقبال الكثيف عليه من طرف الراغبين في الإبتعاد عن الهموم ومشاكل الواقع، والظفر بدقائق من الضحك المصطنع.”
لكن حقيقته غير ذلك بالمرة…
“غاز الضحك” رغم أنه وعند النطق بهذا الاسم يتبادر الى الكثير منَّا اسم لمركب جميل ، لطيف يبعث على السرور والسعادة بفضل الحكايات غير الدقيقة التي تُحكى عنه وتدور حوله ، إلا أن الحقائق العلمية تؤكد غير ذلك تماما ، وتحكي لنا عن الوجه الآخر الوجه الحقيقي لهذا الغاز … خطر كبير على الصحة بل وكذلك إمكانية تسببه بالموت . !
كثيرون قالوا ان استهلاك هذا المخدر بالمدينة مرتبط بعودة أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج في العطلة الصيفية، وإدخالهم لهذا المخدر…
ومنهم من قال أن المهربون يتمكنون من إدخال هذا المخدر، عبر إستغلال جهل مصالح الجمارك به، نظرا لكون غلافها يحيل على كونها مادة من مواد المستعملة في الطبخ.
لكن ومهما اختُلف في كيفية دخوله او خروجه فإن مخاوف كثيرة من انتشار هذا المخدر وسط صفوف الشباب في المدينة بدأت فعلا تكبر أكثر فأكثر ، خصوصا وأنه جد خطير، بل وسبق له أن تسبب في الموت لبعض مستعمليه ..أتذكر أنه تسبب في موت طفل /يافع مغربي بهولندا لا يتعدى عمره 13 سنة .
كما أن الدراسات تشير فعلا أننا أمام خطر جديد اصبح يغزو شوارع المدينة ويهدد حياتهم ، بل و” يعتبر من بين أخطر الممنوعات على الصعيد العالمي نظرا لاحتواءه على مواد كيميائية، تسبب الإدمان وتؤدي إلى أعراض جانبية خطيرة على الصحة” *.
بل ويصنف هذا المخدر ، والعروف باسمه العلمي (أكسيد النيتروز) ، كنوع من أنواع الغازات الكيميائية .
يذكر أن هذا الغاز ،”غاز الضحك” (أكسيد النيتروز)، ” يعرف أيضا بأكسيد النيتروجين الثنائي أو أحادي أكسيد ثنائي النيتروجين وهو مشهور باسم غاز الضحك لآثاره المنشطة عند استنشاقه، وهو مركب كيميائي بالصيغة الكيميائية ( N2O ) “*
– إشارة على الهامش:
{ طبقا لأحدث استطلاع عالمي للمخدرات، يعتبر “أكسيد النيتروز” أو غاز الضحك سابع أشهر مخدر في 50 دولة، فهو عبارة عن غاز عديم اللون ذو طعم حلو، استخدم في الأغراض الترفيهية منذ أواخر القرن ال18 على يد الكيميائي الإنجليزي السير “همفري ديفي”، رئيس الجمعية الملكية بلندن، قبل أن يشرع استخدامه في أغراض طبية بداية القرن العشرين، ولا يزال يعتبر مخدرا هاما ومهدئا ومسكنا للآلام يستخدمه أطباء الأسنان والتوليد وأطباء الرياضة.}