محمد بوتخريط / هولندا
نزل بوزيان أمس ضيفا على برنامج ” بيناتنا” الذي يقدمه أسامة بنجلون مع الممثلة بشرى أهريش عبر قناة ” ميدي 1”.
وأبحر المذيعين مع صاحب ” شعيب ذ رمضان” في حوار مطول حول علاقته بالكوميديا في الريف ، وتجربة سفرياته الفنية عبر العالم ،علاقته بجمهوره .. وأشياء أخرى كثيرة.
توزعت عناصر التشويق على امتداد الحوار ، بدايته حملت تساؤلات عدة اولها حول ما إذا كانت الكوميديا موهبة ، أم أنها مهارة قابلة للتعلم ؟
طبعا يمكننا تحديد المواهب بعدة طرائق مختلفة ، لكن بوزيان عرفها على ان “الموهبة هي الكفاية” ، والكفاية تتكون من العديد من العوامل المختلفة، بما في ذلك القدرة على العمل الجاد، وأذن صاغية للناس ، والشعور بهيكل النصوص المكتوبة، وهذا ما يخص الموهبة الكوميدية.
كما عاد بوزيان للحديث عن الكوميديا وعلاقتها بالتكوين والتحصيل والدراسة ، حيث يرى أن الكوميديا هي أولا ، حس وموهبة قبل ان تكون اي شيء آخر ، وبالتالي يصعب تدريسها عكس التمثيل الذي يمكن تدريسه . فمدارس التكوين قد تصنع ممثلا ناجحا ولكن صعب جدا أن تصنع كوميديا ناجحا..هذا دون أن ينفي كون الموهبة وحدها قد لا تكفي احيانا، إذ يحتاج الفرد إلى تعزيز هذه الموهبة، وتوجيهها بالشكل الصحيح حتى تصبح أكثرَ إبداعاً وعطاءً .
فأحيانا يتسبب بعض الاصدقاء خفيفو الظل في ضحكاتنا الهستيرية، أو حتى وقوعنا أرضاً من كثرة الضحك، دون أن يكونوا ممثلين كوميديين أو تعلموا الكوميديا في المعاهد والمدارس وغالبًا ما يزيحون عنا بعض مآسينا وعبوسنا…هو الحس الكوميدي والموهبة.
وبين هذا وذاك، عاد صاحب ” شعيب ذ رمضان” في ذات الحوار ، على الحديث عن علاقته بجمهوره ، نوعيته ، وعلاقته باللغة التي يتجاوب بها معه وقيمة إنتاجه الكوميدي والرسائل التي يحاول إيصالها عبر خطابه الكوميدي .
فالعروض الكوميدية – يرى بوزيان- تعتمد وبالتساوي مما يصدر منك ككوميدي، و رد فعل الجمهور وتفاعله معك… كلاهما يكملان الآخر.. أن تكون “كوميدي واعر” هو أمر مشروط بتفاعل الجمهور معك، فهو لا يعتمد فقط على ما تستعرضه من مواقف ونكت… فنفسها النكت التي ربما قد” تقتل الجمهور بالضحك”، هي نفسها قد تجعل جمهور آخر لا يتجاوب معك وقد يغادر العرض حتى قبل انتهائه . لأنه حتى لو كانت النكتة هي نفسها، فإن السياق يختلف..كل جمهور مختلف عن الآخر..
وهنا لم تفوت المٌحاوِرة بشرى أهريش الحديث عن نصوصه المكتوبة بالريفية من حيث القيمة الجمالية والموضوعات ونضج اللغة. حيث نوهت بالمجهود الذي يبذله بوزيان على مستوى لغة خطابه والاعتراف له بتفوقه وذكائه في تعامله مع الجمهور ومع النصوص التي يختارها : ” يقوم بجرد سوسيولوجي للمجتمع الذي يعيش فيه ، في منطقة الريف لاستقاء النكتة الريفية ، واستلهام الكوميديا التي تحاكي المجتمع ..- تقول عنه الممثلة بشرى أهريش- يعمل جرد بسيكولوجي .. يسمع ويستمع الى الناس حين يتحدثون..يأخذ منهم طريقتهم في الحياة والكلام..ويأخذ معه كل هذا زاداً لأعماله…وهو سر نجاحها”.
كما عادت بشرى أيضا للحديث عن تجربة بوزيان في ايصال اللغة الامازيغية الى جل العواصم الاروبية عبر جولاته : ” الجميل في بوزيان انه كلما سافر، يوصل بذلك اللغة الامازيغية الريفية الى عدة عواصم ، ففي مدة اربعة سنوات وتقريبا باكثر من 75 ” شُو” في كل العواصم العالمية.. وكلما زارها ولعب فيها إلا وكان النجاح حليفه بل والا وكان الطلب والاقبال عليه اكثر واكثر” .
ولم تُفوت الفنانة بشرى اهريش الفرصة للحديث عن تجربة ” ناظور كوميدي كلوب” التي قالت عنها انها خطوة ذكية جدا من بوزيان إعطاء الفرصة لبعض الفنانين والمبتدئين منهم على الخصوص للإبداع والخلق ولتقديم أعمالهم والظهور على الساحة.
كما تحدث بوزيان عن جولته المرتقبة الى بعض الدول الاروبية منها، هولندا ،المانيا، بلجيكا وكذلك الدنمارك مع مطلع يناير القادم لعرض مسرحية “ارماس”.
وبعيدا عن المسرح والكوميديا ، كان بوزيان أنيقا في حضوره وذكيا في إجاباته ،الامر الذي يدل فعلا على نضجه الذي اكتسبه على مدى سنوات من مسيرته الفنية وعلى مدى اهتمامه بنفسه واعماله .
أناقته أثارت فضول الممثلة بشرى : ” أناقة الانسان شئ ضروري في كل الأوقات سواء في العمل أو في الحياة الخاصة أو في المناسبات والحفلات الرسمية والغير رسمية ” يقول بوزيان جوابا على سؤال حول ظهوره بزي ” الكوستيم” في اغلب حفلاته. قبل ان يضيف ” لذلك أعمل دائما على الظهور في حفلاتي بشكل جميل جذاب يليق بالمتلقي من الجمهور” .
خلاصة الحوار..مهما اختلف البعض حول بعض أعماله يبقى بوزيان وبفضل عمله الجاد وبحثه الدائم وأدائه المميّز وابتسامته الرقيقة، أنه استطاع فعلا أن يخطو خطوات ثابتة في عالم النجومية.. فبات (مهما اختلف البعض حول ذلك) واحداً من ألمع النجوم في الريف بل وفي المغرب باكمله، وأكثرهم تأثيراً في المشاهدين وخصوصاً جيل الشباب داخل و خارج الوطن.
يتمتّع بذكاء وأفكار خلاقة وبذوق رفيع في اختيار مواضيعه التي يشتغل عليها، فهو يدرك تماماً ما يليق بكل مرحلة.