ويقدم هذا المعرض الفوتوغرافي أعمال ثلة من المصورين المغاربة الشباب من المغرب ومن مجموعة من دول الإقامة بمسارات متعددة، ويبرز نظراتهم المتقاطعة حول مجموعة من المواضيع الاجتماعية تعكس دينامية المجتمع المغربي في السنين الأخيرة على كافة الأصعدة. ويهدف هذا المعرض إلى إبراز التعدد الثقافي المغربي وبناء جسور التواصل الثقافي بين الفنانين المغاربة عبر العالم، وبينهم وبين فنانين من دول أخرى من أجل خلق فضاء للحوار والتبادل والتعبير عن القيم المشتركة بتعابير فنية من زاويات مختلفة.
ويشارك في هذا المعرض الفوتوغرافي، الذي يستقبل المغرب كأول بلد عربي في صنف الأعمال الأطلسية، تسعة فنانين فوتوغرافيين مغاربة مقيمين بالمغرب وفي الخارج، هم يورياس ياسين علوي، ابن مدينة الدار البيضاء والذي شارك في العديد من المسابقات الدولية للفوتوغرافيا، ويعرض مجموعة يعبر فيها بطريقته فنية عن عشقه لمدينته وللتمازج الثقافي الذي يحتضنه فضاءها العمراني؛ بالإضافة إلى الفنانين عبد الحميد بلحاميدي وياسمين حاتيمي، وديبوراه بنزاكين اللذين يركزون في أعمالهم الفوتوغرافية المشاركة في هذا المعرض على الدينامية المجتمعية للشباب المغربي والتحول الفكري والثقافي الذي يعيشه هؤلاء الشباب في المدن المغربية، بينما اختار الفنان مهدي مريوش تسليط الضوء على معاناة عمال المناجم والحياة الصعبة التي مروا منها؛ أما الفنان الرباطي عبد الرحمان مرزوق فيحاول إعطاء نظرته الذاتية وشهادته الحية لمناظر طبيعية لتصبح اعمالا فنية.
فنانون شباب مغاربة أخرون من خارج المغرب يعرضون أعمال فنية ضمن هذا المعرض الفوتوغرافي، هم نادية خلوقي التي ازدادت بفرنسا واكتشفت المغرب عبر صور أسرتها وحملها شغفها بالفوتوغرافية إلى إعادة اكتشاف بلدها الأصلي واستعادة ذكرياتها الطفولية من وراء آلة التصوير، نفس الأمر بالنسبة للفنانة المقيمة بباريس إيمان جميل التي تقدم في مجموعتها أجواء عطل الصيف بالمدن المغربية؛ في حين تتناول أعمال الفنان المغربي المقيم في كندا محمد كيليطو القضايا السياسية والاجتماعية التي يعرفها لمجتمع المغربي خصوصا الهجرة واللجوء والتناقض بين المدينة والبادية من زاوية الفوتوغرافي وأيضا الباحث المتخصص في العلوم السياسية.
يذكر ان المعرض الفوتوغرافي “لحظة، المغرب” يندرج في إطار الدورة العشرين لمعرض إسبانيا للفن الفوتوغرافي، وهو أكبر موعد سنوي للفوتوغرافيا في إسبانيا يعرف مشاركة مئات الفنانين من مختلف بقاع العالم، وقد أصبح واحدا من أشهر مهرجانات الفوتوغرافيا في العالم.