اعتبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج الدكتور عبد الله بوصوف ، بمدينة إشبيلية الإسبانية أن مواجهة التطرف لا يمكن أن تتم من دون انخراط مسؤول لكافة الفاعلين سواء في دول الإقامة أو في دول الأصل، خصوصا مع تعدد المتدخلين في عملية التربية التي أصبح يتلقاها الشباب المنحدر من الهجرة في أوروبا.
وقال الدكتور عبد الله بوصوف في مداخلة في مائدة مستديرة ضمن “منتدى جهة الأندلس والمغرب حول التربية في إطار التعدد” يوم الإثنين 20 نونبر 2017 ، إن المدرسة لوحدها لا يمكنها أن تقوم بعملية التربية في معزل عن وسائل التربية الأخرى كالعائلة والمجتمع وحتى وسائل التواصل الاجتماعي التي تضطلع بتأثير كبير في التربية.
وانتقد الدكتور عبد الله بوصوف غياب معارف ومواد دراسية تهتم بالثقافة الأصلية للمهاجرين المغاربة ومكونات هويتهم، خصوصا في الجانب الديني واللغوي، في المناهج الدراسية الإسبانية، وكذا الأفكار السلبية المبنية على الصور النمطية السائدة عن الآخر في المجتمع، داعيا الى الاعتراف بمكونات الهوية الأصلية لأبناء المهاجرين وتعزيز تعلم اللغة والثقافة المغربيتين في المدارس الإسبانية واعتبار اللغة العربية لغة حية مثلها مثل جميع اللغات الأجنبية التي تدرس في اسبانيا، إضافة إلى العمل على إبراز الموروث المشترك الغني بين الثقافتين المغربية والإسبانية من أجل بناء مستقبل مشترك.
وبعد التنويه بمجهودات المعلمين في المدارس الاسبانية خصوصا التي تحتتضن نسبا مهمة من أبناء المهاجرين المغاربة، وكذا بعمل أساتذة اللغة العربية والثقافة المغربية الموفدين من طرف المغرب، أكد بوصوف على أن الأزمة الحالية التي تعرفها العديد من دول الإقامة هي أزمة هوياتية تستدعي توفير الوسائل الضرورية للمدرسة للاطلاع بدورها في التأطير الجيد للتلاميذ بما يحترم هوياتهم وثقافتهم الأصلية ويحترم حقوقهم بما يتماشى مع مواطنتهم الأوروبية، لتجنب السقوط في فخ التطرف.
ولم تفت بوصوف الإشارة خلال هذا اللقاء المنظم من طرف مؤسسة الثقافات الثلاث بشراكة مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إلى ضرورة احتضان المجتمع والمدن للأسر المهاجرة لتجنب انغلاقها في أحياء معزولة وغيتوهات تجعل من أبنائها معزولين عن المجتمع حتى في أقسام المدارس، مذكرا في نفس الوقت بقابلية الإنسان المغربي أكثر من غيره من المهاجرين للعيش والاندماج في مجتمع متعدد “لأن الهوية المغربية تتشكل من روافد مختلفة كما نص عليها دستور المملكة وهو ما لا يجعل للمغاربة أدنى إشكال في التعامل مع الاختلاف الديني أو اللغوي أو الثقافي داخل المجتمع الواحد” يضيف.
يذكر أن هذه المائدة المستديرة حول موضوع: دور التربية في الوقاية من التطرف”، التي سيرها الصحافي بجريدة بوبليكو، دانييل سيرا غارسيا، عرفت مشاركة كل من الأساتذة وأعضاء معهد البحث حول السلم والنزاعات، بياتريس مولينا رويدا وسباستيان سانشيس فيرنانديز، والاستاذ في جامعة محمد الخامس المختار الهراس.