وأضاف، خلال درس افتتاحي لجامعة محمد الأول بوجدة للموسم 2017 – 2018 حول “الإسلام والغرب: سوء الفهم المعرفي”، أن هذا النموذج يعد “فرصة تاريخية” للمسلمين للتصالح مع الذات ومع الآخر، بما يحافظ على الأصول الدينية ويحظى بالقبول لدى الآخرين.
وأبرز السيد بوصوف تفرد النموذج المغربي في مجال التدين، المرتكز على الإسلام المعتدل الذي يعتمد المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف الجنيدي.
وقال إن هذا التفرد يجد سنده في التاريخ، بالنظر إلى الخبرة المغربية في التعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود، وبحكم الامتداد الروحي لهذه المدرسة المغربية في إفريقيا.
من جانب آخر، عزا الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج سوء الفهم بين الإسلام والغرب إلى ما أسماء بناء صور نمطية جاهزة عن الآخر، سواء كان هذا الآخر مسلما أو غربيا.
وشدد على أن هذه الصور النمطية يصعب تفتيتها، لأنها انبنت انطلاقا من مخيال اجتماعي وتاريخي، ما يجعل السعي إلى تخطيها أمرا عسيرا ويتطلب نفسا طويلا واشتغالا منهجيا على الذهنيات.
وتابع المؤرخ المغربي أن تبديد “سوء الفهم المعرفي” بين الإسلام والغرب يستوجب امتلاك أدوات “المعرفة العميقة” بالذات وبالآخر، التي لا تزال مفتقدة لدى الطرفين.
واعتبر، في هذا الصدد، أن الجالية المسلمة المقيمة بالغرب لا تبذل مجهودا كافيا لفهم الآخر وإدراك صيرورته التاريخية التي أفرزت قراءته الخاصة للدين ووظيفته في الحياة. يشار إلى أنه جرى، في ختام هذا الدرس الافتتاحي الذي حضره رئيس الجامعة محمد بنقدور ورؤساء المؤسسات الجامعية وأساتذة وطلبة ومهتمون، إبرام اتقافية شراكة بين جامعة محمد الأول ومجلس الجالية المغربية بالخارج، تهم تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.