مباشرة بعد الحادث، تجند مجموعة من أفراد الجالية المغربية لتقديم المساعدة إلى العائلات المكلومة، ومن بين الجمعيات التي سارعت إلى الوقوف إلى جنب الضحايا هناك مركز الحسنية للمرأة المغربية الذي يشتغل في العاصمة لندن إلى جنب النساء العربيات والمغربيات تحديدا منذ ثلاثين سنة.
في لقاء للمركز الذي تترأسه سعاد الطالسي، عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج، مع جريدة الغارديان البريطانية، استعرض أعضاء المركز مجموعة من الإكراهات التي تواجه الأسر المغربية المتضررة من حريق غرينفيل؛ منها المدة التي تتطلبها أشغال الإصلاح وإعادة إسكان والتكاليف المادية المرتفعة قد تؤثر على وحدة هذه الجالية.
ومركز الحسنية بالرغم من تقديمه للدعم إلى الأسر المغربية وتأطيرهم من أجل دعم باقي الأسر من سكان البرج، فإن هذا الدعم المادي والتضامن الذي أبانت عليه الجالية المغربية مع الأسر المتضررة يبقى غير كاف.
وعبّر المركز عن استيائه من إقصائه، إضافة إلى جمعيات أخرى، من التدبير المالي للتبرعات المخصصة لضحايا برج غرينفيل من لدن مؤسسة كينغستون وتشيلسي المكلفة بجمع التبرعات؛ وهو إقصاء، تقول سعاد الطالسي، في تصريحها للغارديان، بأنه راجع إلى رفض المؤسسة إشراك جمعيات مكونة من الأقليات، معتبرة إياه “عنصرية مؤسساتية”.
وانتقدت رئيسة مركز الحسنية للمرأة المغربية وعضو مجلس الجالية المغربية بالخارج عدم إشراك أي عضو مسلم أو عربي في لجنة تدبير التبرعات، بالرغم من التنوع العرقي والثقافي الذي تتميز به هذه المنطقة.
جريدة الغارديان اعتبرت بأن صمت مؤسسة كينغستون وتشيلسي قابله اعتراف بمجهودات مركز الحسنية من لدن المجلس المحلي من خلال التزام بتمويل موظف مكلف بمساعدة ومرافقة العائلات المتضررة؛ وهو الأمر الذي قد يتطلب مدة طويلة.
وتضم المنطقة، التي تحتضن برج غرينفيل، أكبر نسبة من الجالية المغربية المسلمة واليهودية. وقد اجتمعت هذه الجالية، يوم الخميس 6 يوليوز الجاري، للتعبير عن تضامنها والدعاء للضحايا من خلال إحياء “ميمونة”، باعتباره رمزا للتعايش بين المسلمين واليهود بالمغرب.
كما شكلت هذه الأمسية، التي نظمت بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج، مناسبة أيضا للطائفة اليهودية المغربية المقيمة بإنجلترا لتجديد تشبثها بأصولها المغربية وبثوابت الأمة.