»
الاخبار المهمة »
الدار البيضاء- تشييع جثمان المواطن المغربي ضحية الإرهاب في كندا.
في جو من الحزن والحسرة ووري الثرى بمدينة الدار البيضاء يوم الأحد 5 فبراير 2017 جثمان عز الدين سفيان، المهاجر المغربي المقيم بالديار الكندية، الذي توفي نتيجة الإرهاب، بعد تعرضه لإطلاق رصاص من قبل مواطن كندي في مسجد “سانت فوي” بكيبيك في كندا مساء الأحد 29 يناير 2017.
وصل جثمان الفقيد وهو الأب لثلاثة أبناء والحاصل على شهادة الدكتوراه في البيولوجيا من جامعة لافال، إلى مطار الدار البيضاء صباح الأحد 5 فبراير، حيث كان في استقباله أفراد عائلة الفقيد ومعارفه، وتم نقلع إلى منزله بأحد أحياء الدار البيضاء قبل التوجه نحو مقبرة سيدي مسعود، بحضور ممثلين عن السلطات المحلية وعامل عمالة عين الشق منير حمو.
وفي شهادة مؤثرة قالت فاطمة سفيان، الأخت الكبرى للضحية، إنها لم تستوعب بعد مدى الكراهية التي يحملها الإرهاب ضد أشخاص أبرياء يتركون ورائهم يتامى وأرامل، مضيفة أن الله خلق الإنسان سواء كان مسيحيا أو مسلما أو يهوديا، والوقت قد حان لنضع اليد في اليد من أجل السلام والحب، كما كان يقول دائما المرحوم » قبل أن تنوه بالاتفاتة التي خص بها كل من أسقف وحاخام الكيبك عائلة الفقيد والتي خففت عليهم هول الفاجعة.
من جانبها شددت نزهة محافظ، إحدى أقارب الفقيد عز الدين سفيان، على أن الإرهاب لا دين له ولا عرق له وهو يهدد الإنسانية جمعاء، وعبرت في نفس الوقت عن فخرها بالشهادات المؤثرة التي خص بها المواطنون الكنديون ضحايا العمل الإرهابي، مشيرة إلى أن في ذلك اعتراف بالاندماج الكلي للمغاربة في بلدان الإقامة، وعلى أنهم عناصر خير لهذه المجتمعات.
وقد تعددت الشهادات في حق الفقيد سواء من طرف مهاجرين مغاربة أو مواطنين كنديين، وقد أشهدت جميعها بحسن أخلاق الفقيد وانفتاحه على جميع أفراد المجتمع الكندي، وأيضا ابتسامته الدائمة في وجوه زبنائه في المركز التجاري الذي يملكه في كندا والذي يحمل اسم « السلام »؛ كما أثنى أفراد أسرته وبعض من المصلين الذين تواجدوا في المركز الثقافي الإسلامي في الكبك أثناء الهجوم الإرهابي، بشهامة الفقيد ونبله وشجاعته في مواجهة الإرهابي المسلح دفاعا عن باقي المصلين من مختلف الجنسيات.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد بعث بحر الأسبوع الماضي، ببرقية تعزية الى أسرة المواطن المغربي عز الدين سفيان ضمنها « تعازي جلالته الحارة، ومواساته الصادقة، سائلا الله تعالى أن يتغمد الراحل بواسع رحمته وغفرانه، وأن يلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء » بحسب ما جاء في بلاغ للديوان الملكي.
يذكر أن هذا العمل الإرهابي الذي استهدف الجالية المسلمة في كندا، وراح ضحيته ستى أشخاص من جنسيات مختلفة شكل حدثا صادما للرأي العام الكندي وهو ما جعل كافة أطياف المجتمع الكندي على رأسها رئيس الوزراء جاستن ترودو ورئيس حكومة الكيبيك والعديد من الشخصيات العمومية تسارع إلى إدانته والتعبير عن تضامنها مع الجالية المسلمة في كندا، البلد المعروف بتنوعه الثقافي ونموذجه الاستثنائي في الانفتاح وضمان العيش المشرك لجميع الجنسيات والديانات.
وقد سلط هذا الهجوم الإرهابي الضوء على غياب مقبرة للمسلمين في مدينة كيبيك، حيث يضطر أفراد الجاليات المسلمة إلى التنقل إلى مدينة موريال لدفن موتاهم أو يتم نقلهم إلى بلدان الإقامة، مما دفع عمدة المدينة ريجيس لوبوم إلى التأكيد خلال مراسيم تشييع الضحايا في مركز المؤتمرات في الكيبيك، على عزمه إنشاء مقبرة للمسلمين في المدينة.