عرفت ساكنة الحسيمة احتجاجات عارمة بعد حادثة “الطحن”الذي تعرض لها المرحوم “محسن فكري”مساء الجمعة الماضي . حيث احيا موته” الريف” ومعه الشعب المغربي ككل،فالنار التي أُشعلت في اسرته المكلومة امتد لهيبها ليأتي على صروح الاستبداد في أكثر من مدينة مغربية ،وذلك بعد تداول هاشتاج “طحن مو”ومقاطع فيديو تظهر الوفاة المروعة لبائع السمك الذي سحقته آلة الشفط الضاغطة ،بعدما ركب شاحنة النفايات لإنقاذ أسماكه التي حاولت السلطات إتلافها… حادثة قد لا تُقاس تداعياتها بما تعرض له المغدور ؛بل بالظروف التي تحيط بالمنطقة من توتر، حيث اضحت كل حادثة جديدة قادرة أن تشكل فتيلا يهدد بانفجار الساكنة ،فهذه القضية زادت المشهد تعقيدا في قلوب السكان الذين عبروا عن غضبهم في جنازة المرحوم والتي شارك فيها مئات من المواطنين في أجواء من الاستنكار والتأكيد على تعرض الفقيد للغدر والقتل . مواقف الاحزاب : أعلن حزب “الاصالة والمعاصرة “المعارض ؛دعمه لكل الاشكال النضالية للدفاع عن حقوق “محسن”مطالبة بمعاقبة السؤولين عن موته مهما كانت رتبهم واعادة الاعتبار لأهل المغدور …
واكدت جماعة “العدل والاحسان”المشاركة في الاحتجاجات الشعبية السلمية للمطالبة بحق الشعب في العيش بكرامة . وقد حملت المسؤولية للسلطة المغربية وطالبت التدخل السريع من اجل الدفاع عن روح الشهيد ومن جهة اخرى انقسم مسؤولي حزب “العدالة والتنمية”بين من دعا الى عدم الاستجابة لدعوات التظاهر وعلى رأسهم السيد “عبد الاله بنكيران “معبرا عن أسفه لهذا الحادث المروع ،وبين من دعا الى فتح تحقيق جدي لمعرفة ملابسات القضية ومعاقبة المتسببين فيها وعلى رأسهم وزير الداخلية “محمد حصاد”و”مصطفى الرميد “وزير العدل والحريات …
وقد عبر السيد “محمد الزهاوي”قيادي في حزب الاستقلال عن اسفه لموقف بنكيران الذي صمت في الوقت الذي وجب فيه الكلام والدفاع عن حق المواطن المغربي…
“محسن فكري”الذي ولد في صمت وعاش تحت سقف المعاناة من اجل الصمود امام كدر العيش ومعاناة الحياة ؛يرحل في هدوء كأنما قدم روحه إلا انتقاما لذنب اقترفه والحقيقة انه قدمها دفاعا عن كرامته ولقمة عيشه،وُدع الى مثواه الاخير بمشيعيين في غياب لحضور السلطة المسؤولة ،فعوض ان يتعضوا ويقدموا الجفون والمهج في سبيل هذه الحادثة ؛قدموا الهروب وطمسوا معالم الانسانية في حقب تؤمن بالشخص أكثر من إيمانها بالروح
حياة ابركان