»
الاخبار المهمة »
إلى هواة الركوب على مآسي المواطنين،لقد فهمنا رسالة التحامل على إستقرار و أمن بلدنا الأم المغرب.
الشرادي محمد – صحفي مغربي بروكسيل –
شاءت الأقدار الإلهية أن يكون يوم الجمعة الأخير هو أخر يوم في حياة بائع السمك المرحوم محسن فكري،سليل مدينة الحسيمة الشاب اليافع الذي يتعاطى للتجارة في الأسماك،بغية كسب الرزق الحلال من عرق جبينه ليقوم بإعالة نفسه و عائلته الكريمة،لكن آلة شاحنة جمع النفايات كان لها رأي أخر،حيث قامت بتحويله إلى *لحم مفروم*حيث إلتحق مباشرة بالرفيق الأعلى.
مباشرة بعد هذا الحادث المفجع،وصل إلى عين المكان عامل إقليم الحسيمة و الوكيل العام لمحكمة الإستئناف بها،اللذان قاما بتبليغ المواطنين المعتصمين بمكان الحادث الأليم،بأن التحقيق سيأخذ مجراه الطبيعي،حيث تم تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بإجراء التحقيقات اللازمة للكشف عن ملابسات هاته الفاجعة،ثم فور علم صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالخبر المحزن ،بادر إلى إصدار تعليمات جد صارمة لوزير الداخلية محمد حصاد بأن لا يتم التسامح مع أي مسؤول ثبت تورطه في وفاة المرحوم محسن فكري،الذي حضر إلى بيت والديه بالحسيمة كل من وزير الداخلية محمد حصاد و الوزير المنتدب الشرقي الضريس اللذان قاما بتبليغ عائلة الفقيد تعازي و مواساة الملك محمد السادس،و تعليماته الملكية لإجراء بحث دقيق و معمق و متابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث،مع التطبيق الصارم للقانون بحذافيره،في هاته النازلة التي أتت مباشرة بعد جمعتين فقط من الخطاب التاريخي للملك في إفتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية التشريعية العاشرة،التي وجه خلالها جلالته رسائل مشفرة للمسؤولين تهم وصول الإدارة بسبب بعض مظاهر الفساد و الشطط في إستعمال السلطة إلى أدنى مستويات الإنحطاط و اللامبالاة بمصالح الوطن و المواطنين.
ما أثار إنتباهي و تأسفت له كثيرا،هو القراءة الخاطئة و التعسفية و الغير العادلة و الغير المنصفة أيضا،التي قامت بها بعض الجهات التي تعودت على الركوب و المتاجرة في مآسي المواطنين،التي تتحين دائماً مثل هاته الفواجع من أجل الخروج إلى الوجود،كحالة بعض التنظيمات التي بح صوتها بالمطالب الديموقراطية بينما هي واحدة من التنظيمات التي لا تؤمن بالديموقراطية،و أصبحت عاجزة عن إنتاج الفكر المنيّر لطريق النضال،و بالتالي صارت تتعلق في أي حبل تجده مرميا على الطريق.
هؤلاء العناصر الذين يريدون إستغلال قضية المرحوم محسن فكري رحمه الله إستغلالا بشعاً،هم من المنتمون لبقايا اليسار * الرَّهْجْ الديمقراطي*و بعض وْكَالِيْنْ رمضان و بعض التنظيمات الأخرى الحائزة على الرتبة الأولى في إستغلال مثل هاته الأحداث المؤلمة،و جمعية حقوقية أتذكر موقفها الجبان سنة 2010 حينما تضامنت مع من قاموا بقتل 11 شخصا من خيرة أبناء الشعب المغربي العاملين في قوات حفظ الأمن المغربي كانوا غير مسلحين خلال عملية تفكيك مخيم أكديم إزيك بالعيون،حيث تم التبول على جثثهم بعد قتلهم و التمثيل بها…..
حادثة الحسيمة الأخيرة،كان من الأجدر على هاته التنظيمات التي تعودت على السباحة في المياه العكرة،أن تتجرد من كل خلفية على إعتبار أن الأمر يتعلق بفاجعة تتطلب تعاملا نفسانيا إنسانيا قبل أي شيئ أخر،حيث كنّا نعتقد أن زمن الركوب على الأحداث و مآسي الناس قد ولى و إنتهى،و أنه لم يعد من المقبول أن تكون هذه الفواجع موضوعا للمزايدات أو فرض الإملاءات و المواقف الغامضة و التستر وراء الحق و هي تريد الباطل….
هاته التنظيمات و الجمعيات السالفة الذكر،التي تقوم بلعب أدوار طلائعية في محاولة زعزعة أمن و إستقرار المغرب في جميع المحافل الوطنية و الدولية و ذلك بتنسيق محكم مع بعض المؤسسات الدولية ك أمنيستي و هيومن رايتس و كينيدي و فريدم هاوس …،تشترك كلها في هدف واحد هو محاولة ضرب المؤسسة الملكية،بإعتبار أن قوة المؤسسة الملكية هو في كونها تحظى بتوافق كل المغاربة المتعلقين بملكهم الشاب الذي ما فتئ يضرب بيد من حديد على كل مظاهر الفساد خصوصا منها الإداري الذي ينخر العديد من الإدارات سواء المتواجدة بالمغرب أو بعض البعثات الديبلوماسية المتواجدة بالخارج التي لم يستوعب بعد ،بعض القناصلة منهم الرسائل الملكية المشفرة التي بعثها لهم مرارا و تكرارا.
ما أريد أن أنبه إليه إخواننا المغاربة سواء المقيمين ببلدنا الأم المغرب أو جاليتنا المقيمة بالمهجر،هو أن حادثة فقدان محسن فكري رحمه الله،سيتم تفعيل القانون فيها بقوة لأن الضمانة الكبرى هي دخول ملك البلاد على الخط في القضية،لكن يجب توخي الحذر الشديد من الجهات السالفة الذكر،التي عبرت في أكثر من مرة عن وفائها لنهجها المعادي للمؤسسات الدستورية و الإساءة المجانية لها،و لكل ثوابتنا الوطنية التي سنظل ندافع عنها مهما كلف لنا ذلك من ثمن ،هاته الجهات التي تسعى حثيثا لإيقاظ الفتنة النائمة التي لعن الله من أيقظها،حيث تريد الزج بشبابنا و ببلدنا في متاهات يعلم الله وحده مآلاتها….
في جميع الأحوال ،المسطرة المتعلقة بالقضية ماضية في طريقها الصحيح،أملنا كبير في القضاء أن يقول كلمته الفصل في هاته الفاجعة التي نتمنى أن تكون الأخيرة،معربين عن إستعدادنا للإنخراط في الحرب على الفساد و المفسدين،و ليس دق طبول الحرب على وطننا و مؤسساته الدستورية.
أخيرا قد يكون هناك من يخالفني الرأي و ليس في ذلك مشكلة،المهم أن يكون الجميع مستعد لقبول الرأي الأخر من جهة و عدم السماح لأنفسنا بإلقاء الكلام جزافا،و هنيئا للمغرب و للمغاربة الشرفاء بنعمة الأمن و الإستقرار التي لا يعرف و يقدر قيمتها إلا من فقدها……
تغمد الله الفقيد محسن فكري بواسع رحمته و أسكنه فسيح جناته،و رزق أهله و ذويه جميل الصبر و السلوان.
إنا لله و إنا إليه راجعون.