انطلقت يوم الجمعة 03 يونيو 2016 أشغال الدورة الرابعة للمهرجان الدولي حول الفن والتراث بالريف، فبعد الترحيب بالضيوف واستقبال المشاركين في كلمة لمدير المهرجان ورئيس جمعية ريف القرن21 السيد ياسين الرحموني والذي قدم فيها الشكر لكافة الشركاء والمساهمين في هذه الدورة، بالإضافة الى تقديمه الشكر لكافة الوفود والفعاليات المشاركة من دول صديقة، كدولة ساحل العاج، تونس، اسبانيا، الجزائر…، كما قدم تصورا عاما حول برنامج الدورة الذي سيعرف تكريم شخصيتين مهمتين بالريف ساهمتا في حماية الموروث التاريخي والطبيعي للمنطقة، ويتعلق الامر بالاستاذ حكيم المسعودي وامحند اليحياوي المعروف ب “امحند أقمراوي”.
تميزت الجلسة الافتتاحية أيضا بكلمة بعض الشركاء و ممثلي المؤسسات الرسمية، فقد تفضل السيد فكري بنعلي بإلقاء كلمة عن المجلس البلدي لمدينة الحسيمة نيابة عن رئيسه السيد الدكتور محمد بودرة الذي يتواجد خارج الوطن، في كلمته اشار انه يفضل القاء الكلمة بالامازيغية رغم أنها كتبت بالعربية وقد بين فيها عن دور هذا المهرجان وهو “تعبير عن وعي جماعي بضرورة إبراز الهوية الامازيغية للوطن” ، ثم كلمة مندوبية وزراة الثقافة بالحسيمة التي اشادت فيها بفعالية مثل ملتقيات كهذه في التنمية المحلية بالمدينة وحماية موروثها التراثي المحلي والانساني.
بعد تكريم الشخصية الفنية السيد امحند أقمراوي حيث تم تسليمه مجموعة من الهدايا كالصورة التذكارية ودرع المهرجان ثم باقة ورود اعترفا من منظمي المهرجان لما قدمه للتراث الغنائي والشعر الامازيغي بالريف، كما تمت الاشارة الى ان الشخصية الاكاديمية المكرمة السيد حكيم المسعودي سيكرم في نفس الوقت بالديار البلجيكية بتنسيق مع جمعية فدرالية الأمل الحسيمة نظرا لتواجده هناك.
في الفقرة الثالثة من اليوم الاول في المهرجان كان موعد الحضور والمشاركات والمشاركين في المهرجان مع ندوة فكرية في موضوع راهني: “القانون التنظيمي المتعلق بالطابع الرسمي للأمازيغية” التي أطرها الاستاذ علي خداوي، وهو باحث وناشط امازيغي وعضو سابق بالمجلس الاداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
أثيرت من طرف مؤطر الندوة ذ. علي خداوي مجموعة من القضايا الشائكة المتعلقة بالقضية الامازيغية. ففي تفاعل مع أسئلة مسير الندوة السيد ياسين الرحموني، حول مكامن الخلل في عدم اصدار القانون التنظيمي المتعلق بالطابع الرسمي للأمازيغة، أكد الباحث الامازيغي على أن اللغة الامازيغية هي صلب الهوية الامازيغية.
أقصت “الحركة الوطنية” الامازيغية وهي في الحقيقة ليست بحركة وطنية على حد تعبير مؤطر الندوة، وان إقصاء الامازيغية يعود تاريخيا الى نشوء هذه الحركة مع اصدار ما يسمى “بالظهير البربري”، وقد استغلت هذه الحركة الظهير في شروعهم لقتل الامازيغية وتطبيق مشروعهم الغير مجتمعي، يتساءل مؤطر الندوة فكيف يعقل ان المقاومة الامازيغية قدمت أكثر من 7000 شهيد من أجل الحرية والكرامة والاستقلال؟ وفي الاخير لم تستفد من خيرات البلاد.
تفاعلت القاعة مع موضوع الندوة بطرح مجموع من التساؤلات ساهم بها الحضور في إغناء النقاش، وذلك بالاستفسار عن من المسؤول عن إقصاء اللغة الامازيغية من التعليم واقتصراها على بعض المدارس الابتدائية فقط، فقد بين الباحث مؤطر الندوة ان الامازيغية أقصيت بقرارات سياسية من طرف حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال عندما عارضوا بشدة دسترتها في دستور 2011 لكن المؤسسة الملكية لعبت دورها في تجاوزات هذه الاحزاب وأقرت بدسترتها كما هو معلوم.
أختتم اليوم الاول من المهرجان بحفل شاي جماعي على شرف الحضور وبزيارة معرض اللوحات التشكيلية للفنان ابن الريف نبيل فرطاس وباقي المعارض المخصصة للكتب والمجوهرات الأمازيغية ومنتوجات الصناعة التقليدية المحلية.
من بين التوصيات التي تم الخروج بها خلال الندوة نذكر على سبيل الحصر:
ـ ضرورة التسريع لإصدار القانوني التنظيمي الذي ينص على الطابع الرسمي للامازيغية.
ـ إدماج اللغة الامازيغية في كل الاسلاك التعليمية من الابتدائي حتى الجامعي دون إقصاء التعليم الثانوي الاعدادي والتأهيلي.
ـ إحداث متحف إثنوغرافي بالريف لحماية ذاكرة المنطقة وموروثها الحضاري.
ـ تنمية المنطقة بخلق مشاريع تساهم في تشغيل الشباب.
ـ إحداث كلية متعددة التخصصات بمدينة الحسيمة.