منذ الأحداث الارهابية الجبانة، التي استهدفت بلجيكا في مارس الماضي، وقبلها باريس، عرفت بروكسيل، عاصمة الاتحاد الاوروبي، تنظيم عدد من الأنشطة الثقافية والفنية، والندوات الفكرية، للدعوة إلى التعايش بين الديانات والشعوب، ورفض العنف والإرهاب، وتغيير نظرة الغرب إلى الإسلام، الذي جاء بقيم السلم والتسامح، ونبذ العنف بجميع أشكاله. في قلب بروكسيل، اليوم 26 ماي 2016 على الساعة السابعة والنصف زوالا في قصر الفنون الجميلة “Bozar” نظمت ندوة فكرية سيرها السيد ماتياس ” يومية ديزيت” DIE ZEIT وشارك فيها كل من السيد خالد حجي، رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المسلمين المغاربة، و السيد أفي طويل حاخام مركز اليهود الأوروبيون. السيد خالد حجي، أكد في مداخلته في الندوة التي كانت تحت عنوان” الحوار الديني، الأمل والتحديات”، أن الإسلام بريء من كل الأعمال التخريبية والإرهابية، وأن القرآن الكريم، يسعى دوما الى نشر قيم الحب والتسامح والتآخي بين الشعوب كيفما كانت دياناتهم، وأضاف أن الإسلام مبني في شموليته على نبذ العنف، وقبول الآخر بغض النظر عن دينه أو لونه أو عرقه أو لغته. من جهته أكد السيد أفي طويل، أن الإسلام أصبح واقعا قائما في الدول الأوروبية، ولا يمكن إقصاؤه بأي شكل من الأشكال، وأضاف أن ظاهرة الإرهاب تتعارض مع القيم التي جاء من أجلها الإسلام، داعيا إلى عدم الإنجرار إلى “الاسلاموفوبيا”، وممارسة العنصرية ضد المسلمين، بسبب أخطاء أشخاص لاعلاقة لهم برسالة الإسلام، ودعا إلى التعايش بين مختلف الديانات في أوروبا من أجل مجتمع تجمعه القيم الإنسانية النبيلة والسامية. ندوة “الحوار الديني، الأمل والتحديات” نظمها معهد غوته، بالتعاون مع إذاعة WDR، وراديو وتلفزيون ARD، ويومية DIE ZEIT، ويأتي تنظيمها ضمن عدد من الأنشطة الثقافية والفكرية، الهادفة الى تغليب لغة الحوار والتعايش على لغة العنف ونبذ الآخر بسبب اختلافه دينا وثقافيا.
رضوان بشيري