وفي كلمته خلال هذا اللقاء قدم عبد الله بوصوف نبذة عن مجلس الجالية المغربية بالخارج والمهام المنوطة به كمؤسسة استشارية تعنى بالتفكير في القضايا المرتبطة بالهجرة المغربية، وأكد على الترابط والتشابك الذي يميز مواضيع الهجرة المغربية مما يجعل الإحاطة بشموليتها ومعالجة إشكالياتها في العمق يتطلب الإلمام والنفس الطويل والكثير من الوقت.
كما أبرز بوصوف التراكم الذي حققه المجلس في توفير المعرفة المتعلقة بالهجرة المغربية من خلال إصدار أزيد من مائتي كتاب حول مختلف المواضيع المرتبطة بها، لمساعدة الفاعل السياسي في اتخاذ القرارات وسن السياسيات بناء على دراسات علمية، وكذا جعل الهجرة بجميع فئاتها في قلب النقاشات العمومية في المغرب.
وشدد بوصوف على أهمية المقاربة التشاركية سواء مع المؤسسات الوطنية او الفاعلين وممثلي المؤسسات العمومية في دول الإقامة التي يعتمدها المجلس في التعرف والاحتكاك عن قرب بالإشكالات المرتبطة بملف الهجرة المغربية، ومحاولة إيجاد إجابات عليها، “لأننا نعتقد أن ملف الهجرة لا يمكن أن تدعي أي جهة أنه بإمكانها لوحدها تقديم حلول للإشكاليات والتحولات التي يعرفها”.
من جهة قدم عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج ورئيس مجموعة العمل “الإدارة وحقوق المستخدمين والسياسات العمومية” عبد الحميد الجمري، السياق العام لهذه الزيارة التي تأتي عقب اللقاء الذي نظمته مجموعة العمل مع الكفاءات المغربية بالولايات المتحدة بالعاصمة واشنطن في أكتوبر الماضي، حيث تقرر تنظيم زيارة لمجموعة من الكفاءات المنحدرة من الهجرة المغربية في الولايات المتحدة من أجل التعرف عن قرب والاطلاع على المهام التي تطلع بها مجموعة من المؤسسات العمومية الي تهتم بتدبير قضايا الهجرة ومؤسسات أخرى.
واعتبر الجمري أن الهدف من مثل هذه الزيارات هو بلورة اقتراحات عملية تتقدم بها الكفاءات المغربية في الخارج، وكذا العمل على خلق نسيج يسمح باستيعاب الطاقات المغربية بالخارج واستثمارها بشكل يمكن المغرب من الاستفادة منها في جميع ميادين التنمية، داعيا إلى إنجاز دراسة مونغرافية حول الهجرة المغربية في الولايات المتحدة الامريكية.
وتمحور النقاش خلال هذا اللقاء على مجموعة من الأسئلة التي تطرحها الهجرة المغربية في الولايات المتحدة في خصوصا في المجال الاجتماعي والاقتصادي وكذا في مجال الاستثمار حيث أجمعت المداخلات على ضرورة مد جسور التواصل، وإنشاء مؤسسة لمخاطبة الكفاءات المغربية ومرافقة المستثمرين من مغاربة العالم الراغبين في الإسهام في تنمية المغرب وتبسيط المساطر والدفاع عن مصالحهم.
يذكر أن هذه البعثة تتكون من جامعيين وباحثين في المجال العلمي، وصحافيين وفاعلين جمعويين.