س: هل يمكنكم تعريف القارئ الكريم من هو المهدي بنسعيد؟
ج: إنني رئيس اللجنة الخارجية و الدفاع الوطني و الشؤون الإسلامية و المغاربة المقيمين بالخارج في البرلمان المغربي و في نفس الوقت رئيس اتحاد شباب البرلمان الإفريقي، هذا الاتحاد الذي يعقد اليوم دورته الثانية في المملكة المغربية، و هي بالطبع تكملة تأسيسه و جمع الجيل الجديد من السياسيين الجدد من البرلمانيين الشباب في بلدانهم بإفريقيا، فهم لديهم الآن مسؤوليات تشريعية داخل برلماناتهم الوطنية. و من بينهم من سيتولون مستقبلا مسئوليات في حكوماتهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن نائبة رئيس إتحاد برلمان الشباب الأفريقي أصبحت الآن وزيرة للسياحة في بلدها.
إنكم تلاحظون أن نخبة من الدول الإفريقية حاضرة معنا هنا و هذا شيء محمود، فالإتحاد يهدف إلى جمع النخبة الإفريقية لنحاول الاقتراب من الإرادة التي تدفع كل واحد لخدمة بلده، و ستمكن هذه اللقاءات من مد جسور التواصل بين الإخوان و الأصدقاء الأفارقة، الشيء الذي سيجعلنا نتفادى مستقبلا بعض المشاكل.
إننا نعرف اليوم أنه مع الأسف الشديد توجد بعض الدول التي يربطها الجوار مع بعضها و تعاني المشاكل الكثيرة مع جيرانها.
فالتحام الشباب البرلماني الإفريقي سيمكننا من بناء إفريقيا الجديدة و بناء الاتحاد الإفريقي الذي نحلم به و نتكلم عنه كثيرا فمن خلال عملنا هذا إننا نشارك في الإتحاد الإفريقي بطريقتنا الخاصة.
س: الكل يلاحظ أن الجزائر تحاول تغليط الدول الإفريقية و إعطاءها صورة مغايرة عن حقيقة المغرب فما هي المجهودات التي تبذلونها من أجل استقطاب البرلمانيين الشباب في بلدانهم ليلتحقوا بإتحادكم؟
ج: بكل تأكيد أعتبر أن حضور هذا الكم الهائل من شباب البرلمانات الإفريقية لمدينة الرباط يظهر بوضوح أن هؤلاء النواب الشباب يعرفون جيدا حقيقة المغرب فهم يرون الآن أنه لا علاقة إطلاقا بين ما يقوله أعداء المغرب و بين الواقع و الحقيقة، و نحن في هذا الإتحاد سنظل متفتحين على الجميع و خصوصا الشباب من برلمانيي دولة الجزائر، فأنا أعتبر أن هذه فرصة سانحة لكي يحضروا معنا (البرلمانيين الجزائريين) الشيء الذي سيمكنهم و خصوصا الجدد منهم من تفادي مشاكل الماضي التي لازالت حاضرة إلى حد اليوم و هي التي تعرقل العلاقات المغربية الجزائرية. فنحن كاتحاد برلماني للشباب الإفريقي سنستدعيهم باستمرار للحضور معنا لأنهم جزء من إفريقيا، و لا يمكننا استثناءهم، و أملي هو أن يأتي يوم يشاركونا فيه الحضور و يناقشوا معنا مشاكل إفريقيا عوض محاولة عرقلة المقترحات المغربية و الدول التي تساند المغرب فالهدف من تكوين هذا الاتحاد أقوى من ذلك.
س: إن تنظيم هذه اللقاءات و ضمان استمراريتها يتطلب مصاريف مادية هامة فمن يتحملها؟
ج: لقد تفادينا هذا المشكل منذ السنة الماضية، حيث طلبنا من برلمانات إفريقية أن تتحمل مصاريف وفودها من تذكرة الطائرة و واجبات الإقامة، فهناك دول بعثت بوفود مكونة من ستة أشخاص و أخرى اكتفت بثلاثة مشاركين، و هكذا يتأكد أن الحضور الإفريقي قائم و قد نجحنا بفضل مساهمة البرلمانات الإفريقية في أشغال هذا الإتحاد، و نحن نريد أن نسير به إلى أبعد من هذا، فإذا كان لقاؤنا قد سجل حضور 20 دولة و اعتذرت لنا خمس دول أخرى عن الحضور لسبب من الأسباب التي لا نعرفها، يبقى أملنا كبير أنها ستشاركنا أشغال اللقاءات القادمة،إن الجميع يعرف أن هناك من تغيب لأسباب مادية تتجلى في كونه يصعب على الدول التي ينتمون إليها إرسال ولو شخص واحد، من أجل هذا نحن نحاول إبرام شراكات مع الأمم المتحدة و خصوصا مع الذين أعجبوا بهذه الفكرة، حيث سنبدأ أولا بالتعرف على المشكل الذي اعترض حضورهم و بعد ذلك نبحث عن الحل المناسب عن طريق شراكات مع وزارات في بلدانهم ليدعموا حضور نائب برلماني واحد على الأقل، حتى تكون رمزية إفريقيا الموحدة حاضرة.
س: لو طلبنا منكم توجيه رسالة لخصوم الوحدة الترابية المغربية ماذا ستقولون لهم؟
ج: سأقول لهم جميعا أن المغرب لا رغبة له في أن تكون له خصوم بل بالعكس إنه يريد بناء بلده و بناء إفريقيا بتعاون مع الجميع و نحن نمد يدنا للكل على الدوام ، و بناءا على هذا سنبقى دائما متمسكين بدعوة الجميع من أجل المشاركة و الحضور لمناقشة اللقاءات التي ننظمها ، و هنا اسمحوا لي أن أتساءل لماذا لا تحضر معنا الجزائر و تشاركنا مناقشة مختلف النقط و المواضيع ؟ إننا مستعدون لإجابتها بكل صراحة و بدون أي إشكال على مختلف الأسئلة و التساؤلات التي تطرحها.
لقد وصلنا في المغرب لديمقراطية متقدمة و أصبح الكل يناقش علنا و بدون تحفظ على كل القضايا، فإذا كان هناك سوء تفاهم نحن على أتم الاستعداد لتوضيحه لكي تعود العلاقات المغربية الجزائرية لسابق عهدها. فحينما تتحسن العلاقات بيننا ستتحقق في المغرب الكبير و في إفريقيا إنجازات كثيرة و متميزة من النواحي الاقتصادية و الثقافية و الفنية و الرياضية و الاجتماعية، و لا يمكن أن يبقى شمال إفريقيا هكذا مقسم بين أصدقاء المغرب و أعدائه، يجب أن يقع حل لهذا الإشكال و حلمي الكبير هو أن يحقق الجيل الآخر هذا التصالح.